الفتح وينه؟
حينما كان الفتح يتصدر الفرق في دوري (زين) الموسم الماضي، كانت ماكينة المحللين والنقاد (شغالة على الآخر) بالإطراء والتبجيل للإستراتيجية التي يتبعها النادي النموذجي والتي جعلته بطلاً للدوري وبأقل التكاليف المالية، ولعل تحقيقه لبطولة الدوري قد منح حفنة ممن يسمون أنفسهم نقاداً لممارسة الإسقاطات والإساءات تجاه الأربعة الكبار أو الخمسة، ومطالبة مسؤوليها بنسخ تجربة نادي الفتح الفريدة، ولم تخلو تنظيرات هؤلاء من الإشارة إلى الاستقرار الفني وكيف ساهم في صنع فريق ينجح في خطف لقب أقوى بطولة محلية على الإطلاق. في هذا الموسم والفتح يقبع بالمركز التاسع مع نهاية الجولة التاسعة فاز في مباراتين، وتعادل في أربع، وخسر في ثلاث جولات، وله عشر نقاط، بفارق 10 نقاط تفصل بينه وبين الهلال المتصدر حتى الآن. إذن ما الذي تغير؟ ولماذا أصبح الفتح بهذا السوء؟ والأهم من هذا كله أين أولئك الذين (قروشوا) رؤوسناء بنظرياتهم لدرجة (القرف) الموسم الماضي؟ أعلم مسبقاً أنه لا يمكن للفتح مهما صار أن يعيد (مغامرته) من جديد، وأن الفوارق بينه وبين الكبار ستكون لها الكلمة الأقوى التي تفصل بحقيقة لا لبس فيها أن كرة القدم برغم ما تحمل من مفاجآت وسوء حظ إلا أنها في الأخير تنتصر لحقيقة دامغة لا تقبل الجدل وهي (الكرة لها كبار ولديها صغار) بغض النظر عما يقوله بعض النقاد والمحللين الذين تتبدل آراؤهم في كل لحظة مثلما هو الحال مع الطقس هذه الأيام. شيء آخر.. المداخيل المالية لنادي الفتح هذا الموسم هي أفضل مما كانت عليه من قبل، والإدارة نفس الإدارة، والمدرب هو المدرب، ولكن اللعب مع الكبار يحتاج إلى أشياء كثيرة جداً لا يكفي أن تكون بطلاً مرة واحدة أو اثنتين لتكون واحداً منهم. فالعراقة والتاريخ هما من سيجعل منك فريقاً حاضرا في المنافسات وصديقاً لمنصات التتويج وهو الشيء الذي لا أراه متوافراً في الفتح حالياً ولا أظنه سيكون في القريب المنظور.