اتحاد جدة بدعة سودانية
من الصعب اتهام بعض وسائل الإعلام بالجهل، ومثلهم أيضاً زملاء ونقاد رياضيون حينما يأتي الحديث عن نادي الاتحاد مسبوقاً بـ(اتحاد جدة)، وفي الواقع أنه لايوجد مبرر وجيه لمثل هذه اللفظة وحصرها على نادي الاتحاد فقط دون غيره من الأندية، وربما يكون الأمر مقبولاً وله مبرراته عندما يكون الموضوع في وسيلة إعلامية غير سعودية فلا بأس من (اتحاد جدة) بحكم وجود أندية عربية تحمل نفس الاسم، أما غير ذلك فلا. ولاحظت مؤخراً تفشي هذه العبارة في صحف محلية على الرغم من أنني لا أذكر وضعاً مشابهاً مع أندية أخرى، ولاتوجد في قواميسنا الرياضية هلال الرياض أو نصر الرياض، وبالعودة إلى الأصل لمثل هذه الأشياء أو ما يمكن أن نسميه مصطلحاً رياضياً دخيلاً، فإن ربط أسماء الأندية بالمدن هو في الأساس بدعة أو مخترع سوداني، فهي تكاد أن تكون البلد الوحيد في العالم الذي يتنافس فيه عدة أندية وعلى نفس الاسم، فهناك هلال أم درمان وهلال بورتسودان وهلال كادوقلي وهلال الفاشر، ومريخ أم درمان ومريخ الفاشر وأهلي الخرطوم والأهلي مدني والأهلي شندي والقائمة تطول. لذا أصبح من الطبيعي ربط اسم النادي باسم مدينته أو الموقع الجغرافي الذي ينتمي له. وبعيداً عن هذا يعيش الاتحاد وخلال إدارات متعاقبة مرت عليه أوضاعاً غير مستقرة في السنوات الأخيرة وأوقعته في مشاكل لا حصر لها كانت فيه الإدارات الهشة عاملاً أساسياً للذهاب بالنادي إلى مزالق خطرة، وكما يقول المثل (والحبل على الجرار) للمزيد من التدهور المالي والفني الذي لم يعد حصراً على لعبة بعينها، ولم ينجح الاتحاد بالفعل في التخلص من إرثه المليء بالمشاحنات والتكتلات التي دفع النادي ثمناً باهظاً لها طوال مسيرته السابقة والحالية. وحتى إدارة محمد فايز رسبت هي الأخرى في تجنيب النادي التجاذبات المطلة برأسها في كل مرة، بل إنها ربما تكون أسوأ ممن سبقها جعلت الجميع يبصم على وصفها بالإدارة العاجزة وأن استمرارها أصبح مشكوكاً فيه، وعلى العكس تماماً فبوادر الرحيل تظهر في الأفق، ولا النادي أو جماهيره بإمكانهم تحمل إدارة كهذه لا تكاد تغادر مشكلة إلا وتقع في أكبر منها.