الغيرة أحرقت قلبه
يصنف العلماء الغيرة بحالة مرضية واضطرابات نفسية تصيب الإنسان وتستوجب تدخلاً علاجياً حتى لا تتطور الأمور وتجعل منه أمراً مستعصياً، وأثبتت الدراسات الأخيرة أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من النساء وهو عكس ما هو سائد، وتم التعارف عليه بأن النساء هن الأكثر وكتب الدكتور جابي كيفوركيان موضوعاً مطولاً بهذا الشأن في صحيفة (الوطن) الكويتية بتاريخ 26ـ4ـ2011 ذكر فيه أن تطور الغيرة المرضية للشخص المصاب غالباً ما يكون مقروناً بوجود تناقض بين طموحات المريض وما ينجزه على أرض الواقع. والمجال الرياضي سواء المحلي أو العالمي ليس بمنأى عن ذلك ونحن نرى كل يوم تطور حالات الغيرة المرضية لبعض اللاعبين السابقين والمحللين الحاليين وكيف أنها وصلت لذروتها وهم يشاهدون نجاحات مذهلة لأقرانهم السابقين في الملاعب في ظل وهم يعيشونه تصور الأمر لهم بالسهل، وأن بإمكانهم تحقيق منجز يفوق ما يحققه أقرانهم. وبنظرة يسيرة للأجواء المشحونة في الملاعب الكروية السعودية وفضاءاتها الصاخبة تظهر عينات هي في الواقع مصابة بالغيرة المرضية، والتي من علاماتها التوتر الشديد الذي عادة ما يكون ملازماً لصاحبها لدرجة تجعله غير قادر على الكلام بصورة طبيعية وتعطي ألفاظه معاني معكوسة وغير مفهومة ومضحكة في كثير من الأحيان، ويشدد العلماء في دراساتهم أيضاً على أن هؤلاء يعيشون انفصاماً في الشخصية يجعلهم ينكرون أحداثاًَ وقعت منهم حتى ولو كانت موثقة بأدلة وتسجيلات صوتية وهي مرحلة متأخرة لهؤلاء المرضى ولكنها في الحقيقة موجودة الآن على الساحة وتبرز بشكل فاضح جداً لدى بعض من يتصدرون المشهد الرياضي كمحللين ونقاد رياضيين، وما يميزهم عن بقية الأسوياء أنهم يفشلون كل مرة في ضبط انفعالاتهم وتجاوزاتهم على الناجحين وحشر أنوفهم في أشياء لا تعنيهم لا من قريب أو بعيد، وليس من مانع أن يوجهوا نصائح مختلفة الأشكال والألوان مرة للإعلام وأخرى للاعبين وثالثة للمدربين محليين وأجانب، وفي كل شيء ويتناسون الأهم وهو أنهم أكثر الناس حاجة للنصح والإرشاد، ولكن الغيرة أحرقت قلوبهم.