بناء الأجسام اتحاد الفوضى
نشرت هذه الصحيفة يوم الثلاثاء الماضي خبراً مفاده مشاركة منتخب بناء الأجسام في بطولة مستر أولمبيا للهواة التي أقيمت في الكويت الشقيقة الخميس والجمعة الماضيين بالرغم من توجيه الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل بعدم الموافقة على المشاركة والسماح فقط بمشاركة ثلاثة حكام بهدف الترقية للدرجة الدولية رداً على خطاب رفعه اتحاد بناء الأجسام لسموه بهذا الخصوص.
الاتحاد رفع خطابه يوم 28 ذي القعدة، أي قبيل إجازة عيد الأضحى بثلاثة أيام ومن الطبيعي ألا يتم النظر فيه ودراسته ومن ثم البت فيه إلا بعد الإجازة وهو ما تم بالفعل حيث تم إبلاغ الاتحاد بذلك في خطاب بعثه وكيل الرئيس العام لشؤون الرياضة يوم 25 ذي الحجة أي قبل بداية البطولة بعشرين يوماً فقط مبررا ذلك بعدم توفر الصرف على البطولة ومشترطاً أن تكون مشاركة الحكام على حساب الاتحاد.
في الخبر أيضا مرافقة أحد أعضاء الاتحاد للمنتخب إلى كدليل على الموافقة بديلا للخطاب الرسمي الذي يشعر اللجنة المنظمة بذلك وهو ما تنص عليه لوائح البطولة.
وبعيدا عن عدم احترام المسؤول وتوجيهه إذ ربما كانت له نظرات أبعد فإن ما حدث يضع أمامنا كثيرا من التساؤلات والحقائق تحتاج لأن نتوقف عندها طويلا وقد تكون مؤشرا لما يدور في بعض الاتحادات الرياضية لعل من أبرزها: ـ الذي نعرفه أن أي مشاركة خارجية لمنتخب أو ناد أو بعثة أو أفراد لابد أن تحظى بموافقة المسؤول الأول في الجهة التابعة لها وقد ترتبط بموافقة أعلى وهناك نص صريح وخطاب بالاعتذار ومع ذلك تم المشاركة.
ـ أن الفترة التي تفصل بين طلب الاتحاد للموافقة وبدء البطولة قصيرة جدا إذا أخذنا في الاعتبار إجازة عيد الأضحى وهي ليست كافية لإعداد المنتخب للظهور بمظهر مشرف يليق باسم ومكانة الرياضة السعودية، ثم أين الاتحاد طوال الفترة الماضية إذا كانت لديه الرغبة بمشاركة فاعلة؟ إذ من المؤكد أن موعد البطولة معروف منذ عدة أشهر. ـ إذا كانت المشاركة تمت بتصرف فردي من العضو المشار إليه دون علم إدارة الاتحاد فهذا له أكثر من معنى وهو يتحمل مسؤولية ذلك وإن كان ذلك مصدر شك إذ من غيرالمعقول أن تتم هذه التحركات والمشاركة دون علم مجلس الإدارة أو الرئيس على الأقل، لكن إذا تمت دون علمهم فهذا يعني أن الاتحاد لا يستحقق البقاء وغير مؤتمن على هذه الرياضة إذا كان يدار بهذه الفوضى وهذه الطريقة وإن كان يعلم فهو شريك في المسؤولية ويتحمل ذلك وهو على طريقة (إن كنت تدري ...)
ـ من المؤكد أن نتائج المنتخب ستكون متواضعة وفقاً لهذه الظروف وهذا ينعكس على اسم وسمعة المملكة بصورة عامة والرياضة السعودية بصورة خاصة. ـ
إذا كان سبب الاعتذار هو الظروف المالية خاصة ونحن في نهاية عام مالي فكيف تمكن الاتحاد من تأمين ميزانية البطولة؟ وهو ما يعطي مؤشراً بعلمه عما حدث.
والسؤال الآخر: لو لم تتم الموافقة على مشاركة الحكام المشروطة بأن تكون على حساب الاتحاد هل كان المنتخب سيشارك هو الآخر في البطولة؟
وبين هذين التساؤلين تختفي الحقيقة وربما الكثيرمن الحقائق. يتبقى السؤال الأكثر أهمية:
لماذ تمت المشاركة في البطولة في ظل هذا الوضع ومن المستفيد؟ والله من وراء القصد،،،