سرطان المنشطات
في حديثه لصحيفة (الحياة) يوم أمس الأول الأحد حرك الأخ تركي الجميعة لاعب نادي الشعلة السابق في بناء الأجسام والمدرب الحالي العواطف كثيراً وهو يتحدث عن إصابته بسرطان القولون، لكنه في الوقت نفسه ترك المجال مفتوحاً لطرح العديد من التساؤلات حول قنابل تحت الرماد ظاهرها صحية وباطنها من قبله العذاب. ومشاكل مطمورة ومتلاعبون بصحة أبنائنا وشبابنا يختفون خلف ستار الترفيه والتدريب والبناء الصحي وهو يشير إلى أن سبب إصابته بهذا المرض هو تناوله المنشطات التي نصحه بها مدربوه، وطالب في حديثه تكثيف الرقابة على هذه اللعبة وغيرها وأن تمارس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات والتي فلت من عقوبتها إلى ما هو أخطر دوراً أكبرفي هذا الجانب.
حديثي هنا ليس عن اللجنة التي تقوم بدور كبير وتمارس عملها وفق الإمكانيات المتاحة لها والدعم المالي الذي يأتيها لهذا الغرض لكنني أشير هنا بأسى عن نقطتين هامتين قبل الدخول في صلب الموضوع:
ـ هؤلاء المدربون الذين يتحركون دون رادع من ضمير وبهدف تحقيق مكاسب شخصية ومصالح ذاتية على حساب هؤلاء الشباب وإغرائهم بهذه المنشطات والتأكيد على أنها ليست كذلك مستغلين ثقتهم بهم.
ـ وهؤلاء الشباب أيضا الذين ينساقون وراء هذه الأجسام والبنية بغايات تبرر الوسائل دون وعي أو ثقافة حيال هذه الحبوب أوتلك.
وأرجو ألا يغضب مني هواة هذه الرياضة لو قلت إنني أتحفظ عليها كثيرا ولو كان لي من الأمر شيئا لألغيتها من الرياضات الرسمية عندنا فهي ليست لعبة أولمبية وفيها تجاوزات وخروج عن القيم والعادات والأعراف في العرض والسباق على البطولات.
وعودة للموضوع فإن المكافحة المطلوبة لهذه المنشطات وفي هذه اللعبة بالذات تأتي من ناحيتين:
الأولى:
زيادة الدعم المالي والبشري من رعاية الشباب للجنة الرقابة على المنشطات لتزاول عملها في مختلف الرياضات وليس في كرة القدم فقط مما يقلل فرص المراقبة، بل إن بُعدها عن هذه الرياضات يشجع هؤلاء الشباب على تعاطيها من باب البعد عن العيون أوعدم معرفة أبعادها وخطورتها إذ إن الهدف هو صيانة الرياضة في عمومها وشبابنا أيضا سواء في كرة القدم أوغيرها من الرياضات الأخرى.
الثانية:
خارج رعاية الشباب ومسؤولية اللجنة وهي الأندية والمراكز الرياضية التجارية العائدة للقطاع الخاص والمنتشرة في مناطق المملكة ويعمل بها مدربون لا أحد يعلم مدى تأهيلهم ولا كفاءتهم ويقوم عليها مشرفون ربما كانوا هم الآخرين غير مؤهلين ولا يملكون الخبرة في هذه المجالات وفي غفلة من أصحابها الذين يهمهم فقط الربح المادي.
هذه النوادي في ظني تعتبر مراكز خصبة لانتشار هذه المنشطات لتوفر كافة الإمكانات والظروف التي تساعدها على ذلك من حيث بعدها عن الرقابة أو وعي الشباب الذين يرتادونها ونظرتهم القصيرة للهدف من هذه الرياضة وهنا أتحدث عن بعض هذه المراكز أوغالبيتها ذلك أننا ندرك وعي القائمين على بعضها وتميزها في البرامج التي تقدمها.
وإذا كانت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أو رعاية الشباب لاتملك الصلاحيات للرقابة على هذه الأندية أو المراكز بالمعنى الشمولي والمفهوم من الرقابة وإن كانت بترخيص منها فأنا نطالب جهات رقابية أخرى في الدولة بالقيام بهذا الدور ومتابعة هذه المراكز ليس فيما يتعلق بالمنشطات فقط ولكن في كل ما يؤثرعلى الشباب وتربيتهم بدنياً أو في مجال الثقافة والسلوك.
والله من وراء القصد،،،