ونحن في خبر كان
في زاوية الأمس تحدثت عن الحضور السعودي والكوري آسيوياً سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، مشيراً إلى تفوق الكرة السعودية على صعيد المنتخب، أما الأندية فقد فازت الكورية بـ 10 بطولات وجاءت وصيفاً في 4 أي أنها وصلت إلى نهائي نصف البطولات فيما فازت اليابانية بـ 5 (ثلاث منها قبل أكثرمن 25 سنة) والسعودية بـ 4 وجاءت وصيفاً بـ 4 وعلى صعيد اللقاءات الثنائية التقت الأندية السعودية والكورية 23 مرة فازت السعودية بـ 10 وتعادلوا في واحدة وفازت الكورية في 12 ثلاث منها في نسخة 2012 مما عدل ميزان القوى لصالحها، خاتماً المقال بطلب التوقف عند هذه الإحصائيات وقراءة ما بين سطورها وعدم النظر إليها كأرقام فقط.
على أننا ومن خلال هذه القراءة وما أشرت إليه أمس نخرج بصورة عامة بثلاث حقائق مهمة:
ـ أن الكرة الكورية تتفوق آسيوياً على صعيد الأندية، فيما يستعصي عليها ذلك على مستوى المنتخب فقد فازت مرتين فقط آخرها قبل أكثر من نصف قرن فيما جاءت وصيفاً قبل ربع قرن حيث شاركت عشر مرات من أصل 15 مسابقة رغم أنها فازت بنسختها الأولى.
هذا الغياب لم يشغل بالها ويصبح هدفا بحد ذاته بل ربما أنها صرفت النظر عنه أو التركيزعليه فتفوقت على مستوى الأندية وأيضا على صعيد التأهل لكأس العالم وهو المهم كحضورعالمي إذ تعتبر أكثر المنتخبات الآسيوية تواجدا في هذا المحفل العالمي بمشاركتها فيه 8 مرات منها 6 متتالية بدءا من 1990 بدليل خروجها من ربع نهائي أمم آسيا 2004 بعد أن كانت ثالث المونديال 2002 وتأهلت 2006 وفازت على توجو وتعادلت مع فرنسا (الوصيف).
ـ الكرة اليابانية تتفوق على مستوى المنتخب رغم حداثة تجربتها بالنسبة للكرتين السعودية والكورية فقد حضرت في 1992 عندما فازت بأول بطولة (في 88 شاركت بفريق من المدارس) وأتبعتها بثلاث أخرى خلال 6 بطولات أما المونديال فهي طرف ثابت فيه منذ أن تأهلت لأول مرة 98.
ـ أما نحن فعلى صعيد المنتخب كان آخر حضور لنا في نهائي 2000 حيث بدأ التراجع أو عدم التأهل عدا وصيف 2007 وانسحب ذلك على كأس العالم حيث غبنا وسنغيب عنه 12 عاما وعلى صعيد الأندية كان آخر فوز لنا 2004 أي أننا غائبون منذ سبع سنوات (عدا وصيف 2009 و 2012).
هذه الحقائق يجب أن ننظر إليها بجدية ونعرف من خلالها موقعنا من الإعراب في الكرة الآسيوية وأن نعترف بواقعنا وندرك حجمنا الحقيقي.
المشكلة أننا لا نعترف بهذا الواقع..
وأننا نعطي أنفسنا أكبر من حجمها سواء على صعيد المنتخب أو الأندية ثم نمارس جلد الذات عند الخسارة لأن ردة الفعل جاءت متناسبة مع الفعل أو بالأحرى ما كنا (نظن) أننا قادرون على فعله.
وإذا ما أردنا العودة إلى الواجهة علينا أن نعترف بهذا الواقع أولاً ثم أن نعيد صياغة أنفسنا وعملنا على كل المستويات سواء في الأندية أو المنتخبات وحتى على مستوى التنظيم الإداري والفني بما يتوافق مع طبيعة المرحلة وما يعيشه العالم من حولنا.
هذا إذا أردنا ذلك وإلا سنظل نعزف على أنغام الأمس ونعتبر أنفسنا في المبتدأ ونحن في خبر كان.
والله من وراء القصد.