صدمة الفتح
التهاون.. الاستهتار.. التكاسل.. الغرور مفاهيم تتنافى مع أي عمل يستهدف النجاح، كما أنها في مفاهيم كرة القدم وبطولاتها لا تعدو كونها معضلة تعيق ولا تنفع.
ـ في مواجهة الأهلي مع الفتح حضرت كل هذه المفاهيم وفي غضون دقائق معدودة ليجد صاحب الصدارة بعيدا عن صدارته ليس ضعفا في إمكاناته بقدر ما نتيجة لمثل هذه الأشياء التي أخفق بها المسعد ورفاقه في حين استفاد منها الفتح ولاعبوه.
ـ الأهلي يمثل قوة ضاربة هذا العام.. فنيا.. إداريا.. جماهيريا وإذا ما تعثر بالتعادل مع الفتح ففي هذا التعادل ما قد نراه علاجا مهما ومفيدا لما تبقى له في الدوري لأن الإحساس بأهمية احترام الخصم والتركيز حتى آخر دقيقة من عمر أي لقاء هو المطلب الذي يجب على نجوم الإمبراطور الاعتماد عليه لكي يعودوا إلى صدارتهم ولكي يكملوا طريقهم الجميل إلى حيث منصة التتويج والحصول على ذاك الحلم الذي طال انتظاره وآن له أن يتحقق لاسيما في ظل هذا التكامل الجميل الذي تشهده قائمة الفريق الأهلاوي.
ـ طبيعي أن يعتب الأهلاويون على فريقهم وبديهي أن يمتعضوا مما حدث في نزال الفتح فالصدارة غالية والابتعاد عنها صعبة إلا أنه وبرغم العتب والامتعاض فلا مجال في هذه المرحلة إلا الوقوف مع اللاعبين وتحفيزهم ومساندتهم حتى يستلهموا الكثير الكثير من تعادلهم الأخير وينطلقون من بعده على ذات المستويات والنتائج الرائعة التي قطعوا بها نصف المشوار نحو اللقب وهذا الأمر من وجهة نظري مسؤولية شرفية وإدارية وجماهيرية وإن قلت مسؤولية تقع على كاهل إعلام الأهلي تحديدا ففي هذه الجزئية المتعلقة بالإعلام لابد وأن يمارس بعض الصحب الكرام الهدوء والعقلانية في مضمون ما تنثره أقلامهم وبما يسهم في تحقيق النقد الصحيح الذي يحترم.
ـ أما عن القائد الميداني الذي يحتاجه الأهلي فهذا القائد لا أراه واقعاً ملموسا في القائمة على اعتبار أن مفهوم القيادة بالنسبة لمحمد مسعد مجرد شارة تلتف على المعصم ماعدا ذلك لم أجد قائدا محنكاً يمارس دور القيادة.. يحفز.. يوجه ويصنع الفارق الصحيح حماسا وروحا.
ـ لست هنا بصدد القسوة على المسعد لكنني في سياق البحث عن تعديل مسار جاد يستفيد منه الأهلي قناعتي على ذاتها قائمة ومفهومها عندي كما هو عند الرقم الغالب في المدرجات يؤكد أن هذه القيادة التي منحت عنوة للمسعد لم تسمن ولم تغني من جوع بقدر ما ما هي مجرد قرار انعكست آثاره بنوع من السلبية ولهذا وجب التصحيح.
ـ خسائر الاتحاد لاتزال تتوالى أما إدارته فلا تزال تبحث عن معين يأخذ بيدها سواء بالتشجيع أم سواء بالدعم.
ـ من الصعب بعينه أن يحمل اللواء محمد بن داخل تبعات ما يحدث اليوم، أقول من الصعب اعتقادا مني بأن السبب الأول والأخير فيما آلت إليه أوضاع العميد يتمثل في من وعدوا واستعدوا وفي الأخير تلاشت وعودهم وتبخرت هكذا ولكن بمزاج رائق... وسلامتكم.