لقاء التحولات ورهبة الراهب
خرج الأهلي من الدور الأول بمكتسبات كبيرة، خرج بالمستوى وخرج بالنتيجة وخرج وهذا هو الأهم بمعدل من النقاط كان كفيلا بأن يزج بنجومه في قائمة المنافسين على الدوري ولقبه.
ـ هذه المكتسبات على الرغم من روعتها إلا أنها في ميزان من يبحث عن اللقب لاتمثل سوى البداية، وطالما أن بداية الأهلي حققت له المركز الثالث ورصيده النقطي تجاوز الثلاثين فمن الأهم أن يكمل هذا الفريق الكبير مسيرته في ما تبقى له من جولات وخاصة من لقاء هذا المساء حتى يستطيع أن يعمق أقدامه ويغرسها في تربة المنافسة.
ـ لقاء النصر والأهلي لقاء التحولات هكذا يمكن للوصف أن يكون دقيقا، فالأول الذي بات مقنعا في مستوياته الأخيرة يطمح في تحسين صورته ومركزه، والثاني يتطلع أن يكمل المشوار ويثبت أنه الطرف الأبرز الذي يستحق اللقب والفوز ببريقه.. وبالتالي فاللقاء لقاء قمة ولقاء متعة ولقاء إثارة يستحق المتابعة.
ـ الكثير من الآراء تحدثت عن الأهلي، والأكثر منها اختار النصر، وما بين كل الآراء المتباينة تبقى أهمية الفوز هي المطلب والضرورة وغاية المراد.. ليس لطرف على حساب طرف بل للطرفين معا كون الفوز في مثل هذه المواجهة تحديدا يعني الكثير الكثير من المعنى.
ـ بالتوفيق للفريقين، ونتمنى أولا وأخيرا أن يقدما لأنظار الجميع كرة قدم محترفة خالية من الشوائب، كرة قدم تحضر فيها المتعة وتخلو منها رتابة الأداء وسواد الخشونة والتصرفات الخارجة عن الأخلاق، أقول ذلك في سياق الأماني مع العلم أن التاريخ يشهد على أن أي مهمة تحتضن الكبيرين الأهلي والنصر هي دائما ما تحظى بالرقي فنيا وإعلاميا وجماهيريا، وحتى على صعيد الجوانب السلوكية والروح الرياضية هي أيضا كذلك راقية وممتعة ونظيفة.
ـ أما عن العناصر التي من المتوقع أن تصنع لها بصمة وتساهم في ترجيح كفة فريقها، ففي النصر تكمن الخطورة في بينو، أما في الأهلي فمن الممكن أن تكون حاضرة بالتخصص مع حسن الراهب في حالة ما نجح الأهلاويون هذه المرة في تجهيزه وتهيئته لهذا اللقاء، ذلك أن الراهب في مواجهات النصر قدم لنا ذاته على أنه قهوجي هذا الزمن.
ـ أقول من الممكن للراهب أن يجير الفوز للأهلي، ولكن هذا الممكن لن يصبح واقعا ملموسا على الأرض إلا إذا ما خرج من دكة الاحتياط بقرار ياروليم ووجد نفسه بين القائمة الرسمية التي ستخوض غمار المواجهة.
ـ الراهب نجم، وغيابه في اللقاءات السابقة لا يقلل من إمكاناته، بل إنه من المواهب الرائعة المثقفة التي تعي أن قرارات المدربين تختلف وتتفاوت لكنها في الأخير تحترم.
ـ زميلي وصديقي وأخي الذي أحبه محمد السويلم اختير بقرار صاحب القرار الأول في النصر ليحل بديلا لسلمان القريني.
ـ هذا القرار أسعدني وأثلج صدري كونه اختص وشمل هذا الصديق العزيز الذي أتمنى من القلب أن يحالفه النجاح، مع العلم بأن النجاح إن تحقق فهو ليس بالغريب وليس بالمستغرب على محمد السويلم.. وسلامتكم.