2015-05-28 | 02:48 مقالات

(تَوَازَن) .. يا صديقي

مشاركة الخبر      

قفزة فريدة لـ أميرعربي إن أصابت، سيعتلي كافة عرش توزيع أرزاق كرة القدم في العالم، فالأمير علي بن الحسين رئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا لكرة القدم ـ الوحيد كمرشح ـ والذي قد يطيح بالمُسن بلاتر، طالما الأمير النائب والمرشح، ولكون الرهان في أغلبه ـ على الشاب أكثر من العجوز ـ لاسيما وأن الداعم الأقرب له ـ ليس حباً فيه بل كرهاً في بلاتر ـ الفرنسي ميشيل بلاتيني، وقد رؤية المستقبل بوضوح أكثر جعلت الفرنسي يدعم الأمير، الذي يحمل سجل إنجازات "لا بأس بها"، وقدم من المبادرات الكثير على صعيد كرة القدم سواء فيما يخص كرة القدم النسائية، أو أن يكون لآسيا مقعدان إضافيان وتكون كأس العالم 36 منتخباً بدلا من 34.
ومثل هذه التفاصيل ـ بسيطة ـ لا تكفي الأمير علي بن الحسين أن يرأس (أفسد) اتحاد رياضي في العالم، وهذه ليست من عندي، و(فيفا) يقر بذلك سلفاً، وبلسان بلاتر نفسه، وينشئ جهات تختص بردم هذا الجانب داخل (فيفا)، قلت: هذه التفاصيل لاتكفي، فالسوء يسهل اكتشافة، وما على الأمير أن يضع نصب عينيه ـ عدة دورات أخرى للترشح والدخول في انتخابات بقاء ـ كرئيس يستمر ـ حتى يصلح حال ما أفسده الدهر وهو كثير بل جدا، هذا قطعاً لا ينفي أن لـ (فيفا) حسنات، ولكن سيئاته أكثر، وفق ما تورط في السياسة، ومنح أموال لجهات كثيرة ليست رياضة، والكثير الكثير وليس أقله ما تحت طاولة من، تلك التي اتهم بها مؤخرا في تنظيم البرازيل الأخيرة لكأس العالم وقبلها بلدان عدة، وهذا لا يعني أن يكون الأمير العربي ـ بذات من تدار له الأشياء من خلف ستار نزاهة اتحاد اللعبة الأشهر في العالم ـ ومن باب أمر الواقع، بل تعني مهامه الشاقه إن تجاوز مكر ودهاء العجوز بلاتر وفاز بالرئاسة.
قد لا يعول الأمير العربي على أصوات العرب التي لم تعلن ـ معه وضده بعد ـ بشكل أقرب لعدم استباق (المصالح)، ولكنه يحتاجها دون شك، بعد أن أدار حملته الانتخابية لعدة أشهر، ولا أعتقد أنها خلت من فكرة طرد الفساد، وحيوية الشباب أو التجديد، وتغيير تلك النظرة القاتمة السوداء لـ(فيفا)، الذي ينعت رئيسه بأنه الأشهر في العالم، ومن يمتلك أموالا طائلة، وقس على بقية النعوت وتقترب من أكبر سوق سوداء للتذاكر، وبيع التنظيم للمونديالات، ولو اكتفى الأمير بالتركز على بعض هذه الملفات كحملة انتخابية ومن باب الاصلاح لكفته عناء مقاومة بلاتر وخداعه الذي أغضب ميشيل بلاتيني ونعته ـ هذا الأسبوع ـ بالكاذب، وبالذي لم يف بوعده وترشح عدة مرات، في صورة أقرب لحنق بلاتيني لما تعرض له من "تسفيه" أو مآزق، وحقول ألغام، كان يلاعبه بها السيد العجوز سيب جوزيف بلاتر.
إن فترة عمل لأربع سنوات للأمير علي كنائب لرئيس (فيفا) ـ (2011) ـ تعزز من فهم أقرب للأشياء، بل وكونه عضواً سابقاً في اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي ستكشف له زوايا رؤية ما، غير أن يعمل على ملف الـ(فساد) مثلا، قد يحتاج لعدة دورات انتخابية أخرى، الأمر أشبه بعش الدبابير تلك التي لا تعلم من سينقض عليك، ومن سيلدغك، وستحاول الهرب وقبل ذلك أن تحتمي وتقاوم، وهذه في حالتها الخاصة جيوش مجيشه من الناس داخل وخارج (فيفا)، وهي ألا تكون الدبلوماسية في الملعب بمفردها، ولا الخبرات وتنقص، بل فيما تركز وتوازيه الخطوات ويدرك الوقت.
إن من سوء الظن دوماً في المرشح العربي أن نعلق عليه أن ينتصر لأشياء ما، وهذه الأشياء تخالف أمانته ونزاهته، وبالتالي فإن منطق الأشياء أن يعمل الجيد ليتقدم حال كرة قدم العالم، ويكف (فيفا) عن ابتزاز الآخرين، وألا يأتي منحازا وأن الكثيرة تلك التي تفكر فيها كعربي، ولذا تلعن وتقبح فساد (فيفا)، لا تطلبها إذا من جديد يتسنم، فالعدل لا يتجزأ والناجح فريق عمله النزاهة وعدم الانحياز، وهذه فقرة على الهامش، ولكني أغضب دوماً من مفردة (مرشحنا) تلك التي أشبه بـ(ولدنا) وعليه أن يكركب الأشياء.. جيد أن يتقدم هذا الشاب لمنصب مهم كهذا.. ولكن عليه أن ينجح.. أن يُعدل أخطاء دورة عمل آخر لتعود لـ"رؤية" واضحة تحقق أهداف (الرياضة).. قد لديه من المتاعب الكثير.. ما على الطاولة تراه، ما تحتها تهبط له بعد أن تكعبلت فيه.. المُهم (تَوَازَن) يا صديقي.. إلى اللقاء.