"من يومك كبير"
منذ زمن لا بأس به في الإعلام الرياضي لاتقرأ إلا اللاعب الكبير، وقس على ذلك بقية الإطراء، أمس مساء كنت أفكّر في اللاعب الصغير، ذلك الذي سيغضب دون شك إن نعته بأصغر، وكذلك المدرب والناقد وعشرات الأشياء التي نضع لها الأكمام الفضفاضة، ثم تستمر بذات الاتساع في منطق لا عدل الوصف ولا كيف أن هذا أكبر وهذا أصغر فيما يستخدم الإعلام عبارة غير عادلة تجعل الأشياء بذات حجم لايقل ويتصاعد، ويأتي بعده بذات الإطراء الوتيرة، ما يعني أن لا أحد في رتبة أقل طالما الضوء يوزع بهذا القدر من "القرابة " أو الوصاية أو ناقد من يضع جملة ما ويخشى أن يخسر أحد.
قد أزمة الناقد بمفهومه الدقيق هي ذات ما يخدم على بعض، فيصرخ الثقافي عن غيابه، والرياضي عن عدم تواجده وبالتالي صار الإطراء كافة الأمر، لاحظ أن العملية ليست مرتبطة بالشخص بل بأداء ما يفعل أو يقدم أو يتقدم أو يتراجع وفق مهارة ما لديه، ولكنه اللاعب الكبير دوماً، كما المثقف الكبير، كما بقية مايتسع ولا ينكمش بعد الغسل، كتلك التي نرتدي أكمامها في الصغر وما أن تتبلل حتى يتفسخ اللون وتأتي الأكمام أقصر لأن ماركتها أقل الجودة، فيما آخر يمتلك مال ما يتضبع الجودة فلايصاب بذات الانكماش.
سأقرب وجهة النظر التي: هذا أو ذاك من الأندية تدهور فيما كافة لاعبه الـ "كبير"، ما يعني أن الأصغر لم يتسبب في الكارثة، فنظرة كهذه تساوي الكل بالكل، والعنصر الذي خبرة بمن أقل ولا يجيد التسديد، ويأتي القياس هنا في قمة الارتباك لأن النادي كبير، واللاعب كبير، والمدرب بوزن الثقيل، ومع ذلك يرتكب ذات عملية التقصير لأن أغلب من فيه منح ذات الدرجة من الإطراء فلم يقصر أحد إلا أن لم يحقق فريق النادي شيئا، وتساوت العناصر في قيمة تجديد العقد، فلم يعد اللاعب الصغير وبحدث ذات ضجة تحويل المسار أو الانتقال أو التجديد أو الكثيرة التي ترافق معها صورة رئيس النادي، فيما تسأل بذات الوتيرة عن رئيس النادي الكبير، ولا تجد في ذات قارعة الطريق رئيس ناد صغير لأنه قطعا سيغضب لو كتب عنه الاعلام ذات النعت، إنما القصد أداء شخص رئيس النادي ومن أن هناك أكبر وأصغر وفق ممارسة أداء ولكن لايجرأ هذا الإعلام أن يعلق يافطة " ديس / لايك "، أو تلك التي: "لايعجبني".
هذا قد يذهب بك إلى لغة طرح ما يكتب الإعلام في الرياضة وغير الرياضة، وقد وفق فهم يصب في عملية تسويق غبية لاتحبذ أن تخسر من خلالها الوسيلة مدرج ما فتطري الأغلب، وتضع البراق ويلمع ولا يلمع، فهي لاتكتب سوى الفضفاض من الاطراء، شخصيا لا أتذكر منذ زمن أني كتبت عن "لاعب صغير"، أو مدرب قلت عنه النعت، قد أغلف الأشياء بصيغة ما تحتاج، لكني أفتقدت لجرأة في مرات عدة، وهذا لايخالفني عنك، فيما نوزع الأكمام، ولكنه ليس بالضرورة العملية النقدية التي المبضع في "أين" / الداء، وبالتالي قلت أغلب الإعلام لايوزع عدل الأصغر والأكبر بتساوٍ ويمارس ذات جمع النقاط في نهاية الدوري.
إن الفهم لانتقاد سلوك الأداء وليس سلوك الشخص يصب دون شك في عملية تقويم إعوجاج ما، وبالتالي تكريس ثقافة نقد لاتنبني على "تقبيح" الأشخاص بل تعديل سلوك أدائهم داخل الحرفة، ومثل هذا التكريس لايتأتى مع مطاط يساوي الأشياء بذات النعت المديح، فيصبح اللاعب الكبير في مطلقه، والنادي الوثير بما فيه، ولايمس أدائه إن ارتبك، ولو من باب من يرفض ذلك تحت ظن " فوبيا " الميول، وتغريدة ما تقمع الناقد فيك، طالما الحقيقي، فنفعل الموافقة ولا نوزع ذات العملية على عدة أطراف التقصير، ومن فكرة كهذه لايحساب أحد ويصب الجميع في منحى التوقد وليس على أحد أن يقلل من وميضه.
حسنا قل لي من أصغر اللاعب طالما كافة الكتيبة تفشل، هي ذاتها من أصغر المدرب، والناقد، وعضو ما يفعل ولا يفعل لناديه الأشياء؟ قد يكون المضمار في عملية نقد كهذه قليل، فيما مساحات الضوء تقبل كافة هذا الضجيج الذي يُقيم تحت ظن عدم الانتقاص، فيما أبقي دون شك خط رجعة لأكثر من ناقد أنصت له بتركيز، ولكنه في وسط هذا التضخيم للأشياء قد يعاني من زحام يفقده يقينا في أداته النقدية، ولو من باب "فوبيا" أن ينعت برغبة أو بإنحياز أو بالكثيرة تلك التي تجعله "يُطري" ولا يرى "أصغر"، ثم أن أصغر "تكبر" إذا ما علمنا أنه التعديل فالاستمرار ولا تنتقد الشخص بل أداء ماقدم .. وهذه تكرس لقبول عملية النقد في مجملها، وحياد الناقد، وبالتالي لانعاني من غيابه الذي يزعمه أغلب "المختلف" ولايقبل أن ينتقد أدائه .. ليس على الإعلام أيضا أن يسهم في عملية التضخيم فيما لايقدم الناقد الذي ناقد، ولا أن يردد: "الكبير" في كل مرة ولا تعلم أي "المهارة" يقصد، وهل في مباراة ما، أم طول الأمر وليس عليه أن يقل أو يتراجع .. إلى اللقاء.