عاطفة الاستياء “تَمدح”
قد من جمع الخبرة أن تدون أيضا في نوتة ما " ردات فعل من ليسوا معك"، وأقصد الاستياء الذي يحدث من عمل كان عليك أن تحقق من خلاله مستهدف إنتاج يرضي الأغلبية، هي أيضا أن تعلم أن أنصار النادي لايثقون بسهولة، ولا يواصلون مسيرة الفرح أكثر من كأس تستبيحك بعدها هزيمة، وهذا الذي يدافع عنه المدرب السعودي علي كميخ أمام جماهير فيصلي الأردن أو سامي الجابر فيمن معه أو ضده، يحدث لأي مدرب في العالم، فجماهير الأندية ليست على عدل وفيها الناقد وغير الناقد والبسيط والمثقف، وبالتالي الإقالة تأتي لأي مدرب كان، لكنها على المدرب السعودي في حالة كعلي كميخ جديدة، فهذه المرة من ينعته بالمهارة الأقل آخر ليس المحلي "المتعصب"، وممن لايرضى كجماهير هاجمت حتى رئيس نادي الفيصلي الأردني سلطان العدوان وحطمت سيارته، المشجع السعودي يفعل ذات ردة الفعل مع الخواجة وغير الخواجة ولو في زمن ما، والذي أركز عليه ألا يعتقد المدرب السعودي أنه بمنأى عن "الفوارغ"، وأن التراكم يدون كافة الأشياء ليستفيد منها وتصبح الخبرة، وسيأتي من يتهكم بعلي كميخ " محليا " أكثر من المشجع الأردني، ما يعني أن يحتاج المدرب الوطني إلى " لقاح " نفسي ضد هذه الردة فعل، هي أيضا أن يعيد قراءة "أين" التي "عطلت" نجاحه أو أرجأت مسيرة قافلته فجأة، هي " ضبط النفس " و"لياقة" مكتسبة من عليه أن يواصل العمل في هذا المجال، فكم غادر مورينو مستاء، وكم فسخ العرب من عقود لمديرين فنيين لو تتبعت مسيراتهم التدريبية لوجدتنا " نستحي " أن نسألهم أو نناقشهم تدريبياً أو في جوانب فنية ما جاءوا ليشرحوه لتلاميذنا النجباء، وهذا ليس التقليل بل الاستفادة من دورة "صبر" ما يكابد الخواجة ويرحل، وبالتالي من طبيعة الأشياء أن تُقصر كمدرب وطني وأن تُنتقد، وأن تحصل في المقابل على دعوة من سماسرة آخرين يحولون مسارك تجاه آخر يبحث عن نفس "كواليتي" ما تقدم، وبالتالي يتلقى صديقي علي كميخ العرض والآخر في ذات بيئة من يستاء، فيما سامي قبل أن يبدأ تتم مهاجمته، وأعتقده يعي جيدا ضريبة من يذهب ليفعل ماذا، ماذا التي " نجاح " ولو تعطلت أحلامه فقد "اجتهد" ولكن الهلال ليست نهايته كما ليس سامي نهاية الهلال ولا الفيصلي نهاية كميخ ولا كميخ سيحدث العكس للفيصلي بعد فض الشراكة. والذي أركز عليه أن يستفيد المدرب العربي من كافة استياء ما يحدث، وأن يعلم أن في كافة العقود فقرة استغناء وأن تجاوزها لآخر يرتبط بجودة ما يقدم، ليس عليه أن يحبط ولا يقف بل يحاول مجددا طالما " الرغبة / نجاح بما في ذلك سعر ما يرفع من قيمة عقده "، ومثل هذه اللياقة وطول النَفَس وضبط النّفس من أهم ما عليه " تدوينه " بما فيها من أعطال وقد أحقاد تحت ظن التعصب، ولذا جاء الاستياء وتحين أن يرحل أو يبعد، فيما الأردني هاجم حتى رئيس النادي وحطم سيارته تحت تأثير عاطفة ما، وقد تراكم إحباط طال كافة الأطراف ما يعني أن كميخ أو المدرب ـ أي مدرب ـ لأي ناد يرث كافة الأعطال عند توقيع العقد، وبالتالي عليه أن يقدم أغلب الإصلاحات، بمعنى أن " الصبر" عليه يرتبط بما يحقق من كأس الموسم الأول وبعدها ينقسم حوله الجمهور بين مؤيد ومعارض ثم تأتي الهزيمة فيقذف بالفوارغ في حالة لا وعي كتلك التي حطمت عربة الرئيس. قد التحطيم الذي يجده المدرب العربي ما يرد من سباب في مواقع " نتيَّة "، ومنابر بعد حالة الإقالة، ولذا طالبت بأن يقرأ بتمعن ويدون ما كان عليه أن " يجب " ولا يعلم، فليس أغلب الجمهور " لايفهم " وهي في سياقها التي " عاطفي" ونفد صبره، وبالتالي جاء التفريغ، لكن أغلب التعديل يأتي " بالتدوين " وبمراجعة الأشياء ثم بعدها خطوة قفز "لأعلى" المدرب الذي يريده الناس، وقد يريد نفسه فيركز في النجاح أكثر من لعنات ما قالوا الفشل. في ذاكرتي عشرات المدرب العربي الذي تَطبّع مع ردات فعل كهذه وجاب المنطقة العربية بحثاً عن عقود عمل، وفيها أيضا من اكتفى بتجربة منتخب بلاده ولم يعد، وناديه المحلي وفضّل الخروج من معمعة تلقي الفوارغ.. إنها مؤلمة أن تنجح وسط عبوات كهذه.. ولكنها أسعد لو تجاوزتها ببطولة.. ذات من يهاجمون يمتدحون.. اقبلها كهذه.. طالما ذات من يمتدح يمنحك عاطفة ما يستاء.. إلى اللقاء.