عملية "سيرش"

حسب نادي - براجا البرتغالي - فيما أعلنه مؤخرا عن صفقة لاعب وسطه مارسيو موسور - برازيلي - وتحويل مساره للنادي الأهلي السعودي " أن قيمة الصفقة 3.5 مليون يورو، وعمره 29 عاما، وعقده ساري المفعول مع براجا وينتهي في يونيو 2014" . والطبيعي أن يكون فيتور بيريرا مدرب الأهلي الجديد أوصى بالتوقيع معه، لاسيما واللاعب فضل اللعب في الشرق الأوسط، ويأتي مارسيو في سياق صيف ملتهب قمت بعد صفقاته الكثيرة ولم أكمل سواء على صعيد المحلي أو العربي أو بقية دول العالم التي تجد أن هذه الفترة أنسب تحويل المسارات لمدربين ولاعبين، وتلبية رغبة ما تحتاج، ورقاعة ما عليها أن تلئم من أجل موسم يستهدف النجاح، ولو قست مال كل ذلك لوجدته الكعكة الكبيرة بين مصروفات ومداخيل هذا أو ذاك من الأندية، غير أن مايهم في الأمر أن مدرب الأهلي اختار " أداته " التي يرى فيها قوة ما تنهك الخصم، فيما قد تقف لدى عمر اللاعب، وهذه أقفز عليها من باب عدم الحكم المسبق وإن كنت أعرف وتعرف أن الأصغر منه يركض أنشط، ولكن الخبرة أيضا تتطلب من موهبة كهذه هذا السعر من اليوروات، والتي واصلها الأهلي هذا الصيف بسخاء المدرب فيما ينتزعه من منافسين بريطانيين وروس، وصولا إلى أن يفضل اللاعب الأهلي على براجا فيما عقده لم ينته بعد، والطبيعي أيضا أن تردد : كافة الأندية تعاقدات وقد أكثر من الأهلي، وهذه عادية الأشياء وفكرة العمل على الجيد من أجل أن ينتج النادي المستهدف، ولكني لا أتحدث عن المال بل عن التفاوض وكيف أن رأي المدرب هو من يحدد شوكه بيده وتحت أمل أن نكون تخلصنا من قائمة أسماء يتم التوقيع معها قبل حتى أن يصل المدرب ليقوم بعملية " سيرش" أو - بحث - في الفريق الذي يبني منظومته كقطع شطرنج ينتصر من خلالها على الخصم. وطالما انتقدت صفقات من هذا " التورط " وفي أندية سعودية عدة، العدل الذي يعطي المقال حق الإشادة بمثل هذا التراجع عما كان يحدث من أخطاء إدارية في السابق، فلو وقِّع الأهلي مع اللاعب دون علم المدرب لأنتقدته، وفعلت مع نيبوشا ومدربين آخرين، وبالتالي أشيد في ممارسة كهذه، ودون حكم مسبق على جودة هذا أو ذاك كوني لست المتخصص في علم حركة اللاعب ولامخطط ما يضع المدرب، في وقت تعلم " الجودة " من خلال سباق التفاوض ومزاحمة وكلاء النادي واللاعب على حسم الصفقة لصالح طرف ضد آخر، وطالما ايفرتون لم يكسب ود فيتور الأهلي ومعه الفريق الروسي أيضا وظفر الأهلي به يسجل له، كما اللاعب موسور، وليس عليك ككاتب أن تقول عن مال الصفقتين القليل أو الكثير طالما لاتجيد تقييم جودتهما من عدمها "فنيا" . الأمر الآخر لن تخشى على النادي الذي يمتلك " قوت " يومه، وبهكذا حجم من المال، فيما أندية أخرى فقرها مدقع، غير أن خط الرجعة : يجب أن تقابل صفقات الأهلي بل أي ناد دفع التكاليف عدم تفريط من باب التهاون في كفاءة مدرب كهذا أو لاعب فاوض عليه حتى وقع معه، ومن باب معرفتي بالنادي في الدول العربية أنه السيد " مستعجل"، وينهي العقود بأعلى قدر من التعجل، وقد يتورط فيما شرط الجزاء ليتكبد الخسائر مرتين، ومن باب أولى أن يصرف هذا المال غير المدروس في حالة فض العقد على أولويات في النادي، أو عدم التوقيع من الأساس على صفقة " شك " وليس "يقين"، فيما قال النادي لأنصاره صفقة مربحة، ثم تجده يلغيها في أقرب ارتباك، وقد من المثال كم مدرب جاء لأندية سعودية في خمسة مواسم فقط وفضت الشراكة، ما يعني عدم تكرار ذلك وفق مستعجل يفاوض، فيما الأهلي أتقن الهدوء هذه المرة وبحث بشكل جيد وأبرم الصفقة والأخرى، لتنتظر مخرجات كل ذلك عمل متقن بلا أخطاء فنية من وزن الثقيل ويوازيها ما تتقن الإدارة من ترتيب وبشكل : " برافو الصفقة ـ برافو الإنتاج " من الطريف أن كلما كتبت كلمة " برافو " تذكرت راغب علامة، وقد من حوله من " كنتاكي " .. المهم أن يدور النادي العربي في فكرة " الهدوء ـ وجودة ما يختار ولو من باب أن لايلغي أحد جاء إليه، ويتكبد يوروات أخرى جديدة وقد يربح من بيع عقد لاعب ما عليه أن يكون أصغر من 29عاما لطاقته الأكبر "، وفيما قلت أعلاه موسم ساخن الصفقات كنت أقارن من يتبضع ماذا وبكم وهل يستثمر أو يستهدف الفريق فقط .. الأهلي كان من بين المفاوض الجيد وهذه تحسب له دون " رياء " قياسا بمن وبكم ومن ماذا .. الذي نقطة وسطر.. إنني - سأتوقف عن الكتابة - لإجازة - طالما أنتظرتها كصفقة ما .. قد .. روتين ما سينقضي سريعا.. أستودعتكم الله.