العاقل.. ميلان
بين " المزايدة والمناقصة " في الرياضة فاصل شفاف من " الرغبة "، قد لاتجد التعقل في الصفقة التي تخص لاعبا مُهما بالشكل الذي يكفي تحت طائلة العاطفة، وبالتالي قال نادي ميلان بتحويل مسار - كاكا - البرازيلي ومحاولة استعادته لأنه نجمه السابق، وقد أندية عدة تظل تدور في فلك ذهول من كان فيها ورحل، في رابط نفسي ما، باللاعب الذي فرح معه أنصارالنادي أكثر، وخلال عدة أيام مضت ظل - كاكا - مستهدف ميلان، ومفاوضاته، ومزايدته، ولكنه في الأخير وقع في - المناقصة - ومن باب عقل مفاوض يقول : " يدفع النادي مليوني يورو سنويا خيرا من 10 ملايين كان كاكا سيتقاضاها كمرتب لوجاء لميلان "، فيما قالت صحيفة - لجازيتا ديللو سبورت - التي عمرها 126 عاما في سوق المهنة الإعلامية وتحمل ذات اللون الوردي لورق ما تنشر عليه : أن ميلان " تراجع، وأن مساعيه تجاه كاكا باءت بفشل، وأن بديله الياباني الشهير كيسوكي هوندا الذي عمره 27 عاما، وأن أبرز محطاته فينلو الهولندي، ومنه انتقل إلى سيسكا موسكو 2009 وسينتهي عقده في ديسمبر المقبل، في إيحاء لعملية ضم سريعة له من قبل ميلان "، ولا أقصد هنا " بالمناقصة" العرض الأقل الذي يقدم لك، بل الذي تفكر في تقليص ثمنه وفق من يقدم ماذا من مفاوض ويرى البديل أنسب لسد حاجة النادي في جانب ما، ومثل هذه الفكرة العكسية لايعتنقها إلا من " يٌفتت ماذا ليصرف على من "، فليس كافة الرغبات تٌلبي، وليست في شأن إدارة المال عاقلة وتنصف، القياس الآخر " كم لديك من ضائقة " ؟ وكم لدى آخر من مال كبرشلونة الذي يغدق على الصفقة والأخرى، فيما يربح ولايخسر، وكريال مدريد الذي " هامور " الأندية بتعريفاتنا البسيطة فيما هو الأغنى بالفعل. سأقفز بك إلى من يتراجع - هنا أكثر - من غيره وتسجّل لصالحه، وأقصد الهلال، فقد أعاد ياس وقبله ويلهامسون والآن هرماش بعد إعارة، وقبلهم أعار سامي الجابر لوولفزهامبتون، وبطريقة " تدوير ما " تحاول فهمه ككاتب، وتفحص مسيراته كمال وأعمال، لك أن تضع بجنب قائمة من أعار الهلال من مارس ذات الفكرة من ناد أنت من أنصاره، ولكني أحاول الإمساك بخيط هذا التدوير وكم يقابله من مال، وما تنازل عنه الهلال من مزايدة وفضّل المناقصة، وأندية سعودية بل وعربية عدة تبيع من لتتبضع ماذا، فيما تسيطر عليّ فكرة دفع المال أكثر من أجل تحقيق الرغبة، كتلك التي جلبت أندية سعودية للاعبين من أخرى بحرينية وكويتية ولمدد وقت قليلة ولم تربح بمقياس ما حقق اللاعب مع ناديه، ومن مصر أيضا، فيما يسدد أمامي إلتون الفتح الكرة الآن كصفقة فشلت هنا ونجحت هناك، فيما أشاهد مدربين جابوا كافة الخليج وفق ذات فكرة المسوّق ومن يزايد ويناقص، والذي أحوم حوله تقشف ميلان من واقع سعر الأقل، وعلى حساب سمعته التي تقول إنه رجل مال وأعمال وفي الأخير جلب الأقل، فيما حاول تدوير كاكا وفشل في استعادته، ومثله أندية فرنسية، ولعل أقرب المثال لمن يسوق لتدوير ماذا من نجم برشلونة فيما بين ميسي ونيمار. يقال في الاقتصاد " النفقات تقابلها المصروفات "، لا أعلم كيف أصيغ الـ " إن بٌت والآوت بٌوت " كجملة ربح، ولكنه التعقل في الصرف على الأشياء، ولك أن تتخيل هالة ما سيربح ميلان من كاكا كصورة ذهنية في منتج يسوقه لو دفع العشرة ملاين، وبما ضخ له عوائد بملايين اليوروات في السابق الذي يصرفها " المٌتدين ـ كاكا "، على الكنسية التي ستحرم من هذا الدعم الخيري - وفق معتقده فيما كان يفعل ذلك في السابق ومن أجل بديل كيسوكي هوندا الذي27عاما والذي أقصده تحديدا من هذه الفقرة بالذات أن حتى " الشو، أو ضوء اللاعب ورغبة الأنصار " يحسمها عقل النادي المدبر للمال بغض النظر عن تبعات ما سيحدث من ردود أفعال، إنما أشبهه بالأب الجاد الذي لايلبي كافة الرغبات لأولاده ولو قطعة الحلوى من أجل عدم الإخلال بموازنة مستقبل ما يراه " أين " التي على كافة الأبناء أن يَصِلون إليها كمستهدف آمن بلا ديون متراكمة أو تضخم مصروفات، ولا أمتدح ميلان الذي قد يكون تورط في أخطاء لا أعرفها، وأدلل بحالة عشرة ملايين يوروات كان سيتبضع بها لاعب ليفضل آخر أقل في كافة الأشياء من كاكا ـ قطعة حلوى أنصار ميلان. قد من ميلان إن خشي قوانين اللعب المالي النظيف التي يتخذها يويفا حملات تستهدف تقليص ديون الأندية الأوروبية التي بلغت الترليون، ويحاسب من على ماذا في مستقبل الثلاثة أعوام المقبلة، بما فيه من تضخم مصروفات، وبالتالي تعقّل ميلان هذه المرة وذهب للأقل، قد صفقة ما، فكرة ما، صورة ما، ولكنها لاتحدث في أندية عربية كثيرة تبرم الصفقة وتتقدم ولاتحتمل خط الرجعة حتى لو تكبد النادي ميزانية العام من أجل صفقة المدرب أو اللاعب، ومن باب أن يسعد هذا الجمهور ولو بقطعة حلوى من جاء للنادي ولم يحقق الفرح .. غدا نلتقي بإذن الله.