الصمت من بدء الفلس
من طرافة صيف النادي في البلد العربي أن يتحدث ـ أكثر عن المال ـ وكأنما حالة “مصروفات” ُتستجد، قد لأني أفكر في “عائلية “ هذا النادي وحجم “الأسرة “ التي فيه وأره أشبه بمنزل الأب والأبناء ويأتي التفكير في سياق مستقبله بما لا يبتعد أكثر من ذلك، وهاجس كهذا عززه خبر أكثر من خزانة مال فارغة معلنة على مستوى اتحاد وطني وناد ومعسكر وإغلاق ملفات تعاقد تكتفي بالمحلي وتتوجه للداخل في إبرام الصفقة، وبما أقل من ضجيج ما كان يحدث في السابق، فكرة كهذه قد تذهب أدراج الرياح وقليل هذه الأندية العربية يدور في فلك صفقة المدرب بحجم ثقيل مال وأعمال من استمال، غير أن كل ذلك “ صيف المال”، ما يعني أن الشتاء “ دفء / النجاح”، ولا يحدث في أكثرية تنقض الاتفاق وقد تلغي مشروع ما بدأت، ولو من باب عُطل ما حدث كإصابة لاعب الصيف، وعدم وجود سيولة صرفها النادي في المعسكر، وقد استحقاق ديون وتراكم مصروفات ليعيش هذا النادي أو ذاك طائلة “ سدد / أو “، وفي مصب نهاية الأمر، لا يشعرك كل ذلك باستقرار مصروفات مالية تسير وفق المخصص وتحذر ما استجد وتنفق “كم” المجدولة سلفا، والتي لايكثر الحديث عنها صيفاً وبشكل يوحي بعدم وجود موازنات أصلا ولا محاسبين ماليين وقد قانونيين يعينون النادي على فكرة “ لا هدر” تلك التي ضائقة الصيف المالية. أتحدث عن مخططات عمل تُنفذ الرؤى وتحصد الأهداف وفق زمن المحدد، وبالتالي لن تجد الخزينة الفارغة التي تفتح أمام الإعلام، ولا النادي الذي يشعر أنصاره في كل مرة وبشكل مبطن أن موسمه المقبل على محك “فلوس”، وبما يعفي هذه الادارة المجتهدة أو تلك مما لم تُصلح فتُسبق بعذر المفلس، وبشكل يوحي بألا تحاسبه على التقصير سلفاً. هي أيضا ما احتاج وأنفق، وليس ما “ اتبغدد “ ولا امتلك ماله، في قياس لمن يدير ماذا وينجح ولو بالتقشف أو على أقل التقدير يحقق نسبة عالية من مستهدف ماخطط له كمجلس إدارة لهذا النادي أو ذاك، غير أن السؤال: هل يحاسبه أحد؟ وطالما نعم، لماذا لا ترى كشف حساب ما أهدر، ولا تقرأ خبر عدم التزامه إلا بعد مغادرة وفي سياق البحث عن بديل يشترط عدم وجود فواتير لم تسدد على النادي ليقبل بالرئاسة؟ وهذا أيضا يصب في سياق ما قرأت أمس الأول من صيف النادي العربي الذي يتحدث عن المال. فكرة المال تجعلك تلاحق أخبار ما يكتب عنه ولو بالسلب، قد من باب الذي في الناس “حٌبا جَمَّا “، وبالتالي جمعت خلال عدة أيام مضت عشرات أخبار كهذه أغلبها تصب في لا مال، وخسارة، وديون ، وخزائن لم تختزن سوى الفارغ وبشكل يدفعك للتفكير عن التوقيت، و”أين”؟ .. تلك التي لا تعلم من صرف فيها ماذا، وسؤال لماذا كان الصمت من بدء الفلس؟ ومع ذلك لايرافق ـ الحفلة براءات ذمم مالية معلنة ـ ولا كشف لفواتير مسددة، أو كشوفات حساب مدققة معلنة قبل أن يغادر الرئيس، وتقرأ مع استقالة الرئيس التي تُحذّر من فاقة، ضائقة، وديون، وبالتالي قلت: “عائلية “ هذا النادي العربي أو ذاك فيما تفكر الأسرة في صيف ساخن العام وأين “يبرد” ويصيبه الاسترخاء. الذي تعلم وأعلم أن ميزانية توضع، يقابلها عدم خلل الصرف، ولا تشمل أن يستجدي أحد أحدا، حتى لو غادر الرئيس يبقى العمل بمخططاته وبنود مصروفاته وما يعلم سلفاً عن مديونات النادي وقد أين يتعثر المشروع الذي له بند الصرف ونقص أو لم يكتمل ويكتشف مبكرا، ما يعني إدارة أزمة تستشرف الخلل ـ المحدد بالضبط ـ وتقوم على إصلاحه ليكتمل وليس ليبقى المُعطل حتى تحين الاستغاثة، فيما أشبه الأمر بتلك البنايات التي تمر بجانبها ويثيرك طولها الشاهق، لتسأل لماذا لم تكتمل؟ وتجيب ـ نفسك ـ بأن قد يكون مالكها أفلس، مات، لم يكمل الورثة مشروع ما بدأ .. وتبقى الشاهقة الإسمنت وتتآكل بحسرة فيما بجانبها أجمل وتخدش كبرياءه. قد تقبل فكرة المال صفقة ما يزيد سعرها أو ينقص، فيما تسأل لماذا اتجهت هالة وهيلمان النادي للداخل بعد خارج ما ضُججنا به من صفقة خارج؟ ولا تقبل أن يعطل اتحاد وطني أغلب مخططات عسكرة منتخبات لذات أزمة المال، إنما أقصد حجم من يشرف على ماذا ويدير بذات صرخة “ أنقذونا “.. ويصطدم بلا موازنة تصرف على ما خُطط له وينجح فيما تعلم من ـ باب تواصل حجم المسؤولية، وعصا سباق تتابع النجاح ـ إنه امتداد لسابق موازنة مالية، قد لم تترك له سوى الديون أو لأن سياسة صرفه تهدر أكثر مما لم تدخر أو تصيب الأهداف بدقة، هي ذات فكرة النادي ومن يستخلف وبالتالي رؤية ما ليس الأهداف وفتح الخزينة فارغة لينقل خبرها الإعلام، وأقرب المشهد بالنادي ممثلا في رئيسه المتطوع ـ الذي لا حل له ـ والاتحاد الوطني المنظومة التي ترأس ماذا وتفكر له وتجعل كافة النجاح في سياق ما يجب أن يأتي .. وبشكل: “النادي بمن يدعم وتقل موازنته ويوقع عقد الرعاية”، فيما الاتحاد الوطني موازنة معلنة في بند مخصص مال العام .. قد من الإرتباك أن يحدث كل ذلك .. ولكن قد من الكارثة أن يستمر كل ذلك أيضا .. غداً نلتقي بإذن الله.