من يتكتل؟
لو فكرت جهة ربحية ما أن تنشئ ملاعب ومقرات عسكرة أندية ولاعبين وفرق ومنتخبات في أكثر من مدينة سعودية يقال عن صيفها "الجميل"، لكسبت هذه الجهة مبالغ ضخمة، ولو من باب " سياحة / ما"، وتحويل مسارات أندية تهرول للخارج إلى ما داخل اقتصاد يحتاج إلى مال أكثر لصالحه، وإسهام ما بإتاحة فرص وظيفية يعمل أصحابها في مثل هذا المشروع الذي يؤجر الملعب ومقر السكن ويوفر سبل الراحة للمستهلك ويستثمر من خلالها في آخرين سيأتون وفق صورته الذهنية التي سيترك أثرها في ذاكرة من جاء وأكمل مهمته الاستعدادية وتدرب ولم يشعر بحرارة الطقس بجانب وفرة ما كان يحتاج من غذاء ودواء وسبل راحة في متناول لاعبه ومدربه وجهازه الإداري المرافق، وعمل ربحي كهذا ليس فقط رجل المال والأعمال بل كل من له علاقة بالأمر من سياحة ونقل وإجراءات بما في ذلك من يتكتل مع التاجر ومن يموّله بمال البنك ومن يعزز نجاح المشروع وفق شراكة تستثمر في داخل مدن تحتاج إلى أن تكون فكرة الاقتصاد ويستهلك الناس ما فيها من خدمات إيجابيا، وفي ذات الوقت تحد من تحويل مسار المال الرياضي للخارج ليبقى في الداخل للصالح العام. ولو بسطت الفكرة لقلت إن " س " قام باستئجار مساحة بيضاء مهولة يحيطها سياج الخاص ولا تحقق الدخل من المواطن المالك " ص"، ليحولها إلى مركز رياضي متكامل في مدينة كأبها / الطائف / الباحة / وأكمل من أردت، يوفر له كافة " ترف " المُعسكر واشتراطاته بل وفكرة التسوق ومقتنى ما يتبضع، ويُخدم عليه كأي مشروع تجاري آخر من دعاية وإعلان وجودة وأسعار في متناول النادي ووفق مخطط من " يربح " على أي أمد طالما خطة وقت المشروع كعائد محددة، فبدون شك سيكون الاقبال وبالتالي يتصاعد الطلب، وقد يمتد الأمر بالنسبة لصاحب المشروع أن يوظف المدرب والمتخصص في كادر ما يحتاج المركز ويطلب النادي وفق العمل المؤسسي المتقن، وبعدة مراكز كهذه تضمن عشرات الوظيفة، وقبلها الإقبال، طالما نتحدث عن منح تراخيص ولو كانت في جانب ماليس المركز الخاص بالمعسكر ويصب في خانة النادي النسائي، أقصد أن فكرة كهذه تستثمر فراغ ما يضعه المالك في سياج لصالح عدة أطراف، ويسد حاجة النادي لمعسكر الخارج، ويقلل من مصروفاته، ويعين وكالة السفر التي للداخل، ويدعو للسياحة، ويطور المدينة، وهذا ما أدركت من عدّه على أصابعي ولم أكمل. وقد لم أفكر في فتح المجال لمستثمر آخر غير المحلي ليفعل ذلك، ويبني وفق مستهدف ما نريد، ويحدد له سعر الخدمة وفق درجة جودة ما وضع وما سيقدم من مميزات للنادي الذي يعسكر أو يحاول أن ينفذ برنامجا تدريبيا ما ليبدأ به الموسم وبعد ذلك يكون المركز هو هدف الشاب في حالة انقضاء فترة العسكرة، ويحقق من خلاله صقل موهبة ما أراد وأتحدث في أبعد الحالة عن مدينة رياضية مصغرة أو قرية رياضية، أو هايبر / تدريب أو إعداد يُبنى وفق نموذج الشكل الجميل ويحقق أن جاء إليه أكثر الناس المستهدف، بما فيه من طفل وأسرة وقد بداخله متجر الرياضة وأدواتها فيتسوق الأشياء كما " يصادف " نجم النادي " س " أو " ص" في الممر. مثل هذا المشروع وإن بدأ صغيرا سيستهدفه النادي " متوسط الدخل " في المقام الأول ومن أقل، وقد يزاحمه الكبير وفق ما يطلب بإشتراطات الحجز، ولو بالغت في فكرة كهذه قلت بالضرورة أن يتوسط المركز / المدينة / القرية / الرياضية احتياج كافة الأشياء بالنسبة لمن قام بحجز مدة تدريب وسكن وقس على بقية الطلب ليكون في متناول كافة الأشياء، فيما أندية تطلب " العزلة / الانطواء / الهدوء / سمها ماشئت " في معسكرها وهذه خدمة أخرى يقدمها ذات التاجر بمقرات أخرى أكثر هدوءا في ذات المدينة الجميلة الطقس وفي سياج ما سيستأجر أو يشتري من أرض " المُحَوّش ، تلك التي أغلبها يافطة المُعلق: للإيجار لمدة طويلة". وبين مستثمرنا المحلي، وغريب من سيأتي تبقى فكرة " التكتل" وشراكات ما لربحية تعلنها حاجة كم كهذا من الأندية تعودت العسكرة وحزم حقائب الصيف وبالتالي تأمين موازنة ما يذهب هناك ليس أدراج الرياح فقد ينجح المعسكر ويحقق المستهدف ولكنه باهض الثمن والحجز والتأكيد والإجراء ونقضه، فيما هنا لن تحتاج إلى جواز سفرك، ولا فارق عملة ما تصرف ولا أن تخشى على لاعبك، وبذات " جو " / الجميل من طقس أبها أو الطائف أو مدينة ما لايلسعك حَرُّها وتنتعش بهواء يشفي العليل.. ولو نقص الأوكسجين في مدينة قد يكون أكثر في أخرى.. غالبا ما يقال عن أبها بلا أوكسجين ويقل لارتفاع أو لانخفاض لم أعد أذكر.. ولكني أعرفها أجود المدن.. أجمل الناس.. تمتلئ بالخليجي وبقية السائح وتمطر.. وتشعرك بالصيف لتدركه أكثر.. هي الشتاء أيضا.. هي " التراحيب ".. غداً نلتقي بإذن الله.