2015-12-14 | 02:35 مقالات

إجهاد اللاعبين

مشاركة الخبر      

مع تقدم جولات دوري جميل للمحترفين.. أخذت المنافسة تزداد من جولة إلى الجولة التي تليها ومع هذه الزيادة الشديدة في التنافس بين الأندية.. هناك بعض المدربين في أنديتنا اتجه إلى زيادة حمل التدريب وشدته و ذلك باللجوء إلى زيادة زمن التدريب في الفترة المسائية من ساعتين إلى ثلاث ساعات وربما اكثر.. اعتقادا منه أن هذا الأسلوب.. سيزيد من لياقة وكفاءة اللاعبين بهدف اعطاء فريقه ميزة أفضل، وهذا في الواقع اعتقاد خاطئ.. بل إن اتباع هذا الأسلوب في هذا التوقيت والذي بدأت فيه المنافسة في الوصول لقمتها.. إنما هو أحد الأسباب التي تشكل ضغطاً على اللاعبين في الفريق وربما تصل بهم إلى مرحلة التوتر والشد النفسي الزائد.
ـ هذا الأسلوب له تأثيرات سلبية (كبيرة) على أداء اللاعبين وعلى تحملهم للمجهود البدني.. بل ربما يساهم في حدوث الإجهاد البدني والإنهاك النفسي لدى بعض لاعبي الفريق.. الأمر الذي يؤدي إلى حدوث انخفاض واضح في مستوى لياقتهم وتحركاتهم خلال المباريات.. لدرجة أننا نسمع بعض المحليين في بعض الأحيان.. يقولون هناك لاعبون لم يظهروا بمستواهم المعروف عنهم.. أو أنهم شبه مختفين في الفريق.
ـ لذلك يجب على الأجهزة الإدارية في أنديتنا أن تلزم الأجهزة الفنية بالعمل بتخطيط منظم عند تنفيذ أحمال التدريب في تمارينها اليومية.. من حيث الحجم والشدة والتكرار.. بشكل يتناسب مع درجة ومستوى الحمل الذي وصل له اللاعبون في المرحلة الحالية.. فالتخطيط المنظم والمتوافق مع قدرات وإمكانات اللاعبين ومستوى اللياقة الذي وصلوا إليه الآن.. هو من يجعلهم يظهرون في أفضل حالاتهم وأفضل مستوياتهم مع تقدم الموسم الكروي.
ـ وللمعلومية.. فإن الدراسات التي تناولت الجوانب التدريبة في مجال كرة القدم.. أشارت إلى أن أفضل طريقة لتنفيذ التدريب في منتصف الموسم الذي غالبا ما يصل فيه التنافس إلى حدوده العليا.. هو زيادة عدد مرات التدريب خلال الأسبوع مع تخفيض الشدة.. (وذلك بتخفيض شدة الحمل وشدة قوة التدريبات والتمارين اليومية).. فهذه الطريقة أفضل من زيادة زمن التدريب اليومي وزيادة شدته وقوته.
ـ فمباريات كرة القدم في زمن الاحتراف الحالي.. الذي نجد فيه أن اللاعب يقطع في المباراة ما بين (8 ـ 14 كلم، حسب مركزه) تعتبر من الرياضات التي يبذل فيها اللاعبون مجهوداً بدنياً شاقاً طوال الموسم.. وتفوق أي فريق فيها غالبا ما يتوقف على عدم وصول لاعبيه إلى مرحلة الإرهاق (الإجهاد البدني والنفسي).
ـ لذلك من المهم أن تؤدى التدريبات والتمارين اليومية في أنديتنا على دراية ومعرفة بأسس ومبادئ التدريب الفسيولوجية..لا سيما وأن الإعداد البدني الصحيح يعتبر الأساس لتطوير أداء اللاعب ومستواه بشكل عام.