وطال الانتظار
لو كان الفريق الأسترالي يلعب كرة قدم أفضل من الهلال لشجعته، هكذا المنطق في مسألة الميول المتحرر لهذه اللعبة.
طبعاً قصة الميول لدينا مختلفة جدا خاصة أن حكايات تأسيس أنديتنا لا تروي قضية مهمة، فقط انقسامات بين الأصدقاء واختلاف نوايا وعراك حول كرسي الرئيس.
لذا فقد مثل الانتماء للأندية خطايا متشابهة انطلاقا من الإرث العائلي وتأثير الكبار على توجيه الصغار أو على عدد البطولات والإنجازات وهذه أيضا لا تمثل الحق المطلق في التشجيع المطلق لأنه من الظلم غرس الميول لدى الأطفال دون منحهم حق الاختيار وكذلك في عالم كرة القدم البطولات والانجازات تتغير وتتبدل وبالتالي يظل عشق لعبة كرة القدم في الأصل عشقاً متجردا من الانتماء إلا لهذه اللعبة وجمالها وقدرة تأثيرها في متابعيها.
الهلال في سيدني لعب واحدة من أجمل المباريات وكان متملكاً لزمامها منذ انطلاقتها وقد تأثر بحجم التحذيرات وضغوط المخاوف من فقد اللقب بعد الوصول إليه لكنه لعب كرة قدم حقيقية ووصل إلى مرمى المنافس وبدد مخاوفنا من هذا الفريق ومن منتخب بلاده أيضا لأنه عبارة عن بالونة انضباط تدريبي ليس إلا، والتزام تكتيكي ليس إلا، في المقابل يملك الأزرق الفتان كافة مفاتيح حلاوة اللعب لولا الضغط كما ذكرت آنفاً.
الآن وقد أصبحت اللعبة في أيدينا والملعب ملعبنا سيختلف كل شيء شريطة أن يتمتع الهلال مع بداية المواجهة بذات الانتباه وأن يترك لمدرجه التأثير التام وتحويل مسار الضغوط والمخاوف واستغلال ذلك فيما بعد على طريقة الزلزال ناصر الشمراني أو المتسرع أحيانا تياجو نيفيز.
الآن وقد أصبحت الكرة في متناولنا برفقة المدرج الأزرق الذي صار مضرب مثل للمدرجات المهيبة والمؤثرة أعتقد أنها اختلفت من خلال موازين القوى وتحولت لصالحنا في ظرف أيام، رغم أن مباريات الذهاب والإياب تشتهر بالخيانة والغدر، فالهدف في كرة القدم يشكل جزءا من الثانية وهي لعبة ترتكز على أخطاء الخصم.
إن حجم انتظارنا للتتويج من خلال فوز الهلال أو انتظار البعض لسقوط الزعيم جعل من هذه البطولة أن تكون الأطول في تفاصيلها ومبارياتها وفرحة كأسها، الأمر الذي سيسهم في تشكيل وجه مختلف للتعاطي الإعلامي أو الجماهيري أو من خلال بقية منافسات الموسم، فعودة الزعيم مرة أخرى إلى واجهة المنصات القارية والمشاركات العالمية لم تكن سوى مسألة وقت وهذا ما ستثبته الأيام القليلة المقبلة.
إذاً اللعبة في أيدينا وطريقة الفوز في المدرج المهيب.