أياد خفية ولعبة مخفية
بين الشاري والبائع (يفتح الله).. بين الكاتب والقلم (قسم عظيم وأمانة قائمة).. وبين المشجع وناديه (لعبة حلوة) وانتصار جميل. ليس هناك "تشريع" قانوني ولا "عرف" اجتماعي يجيز حالة الإفراط في ب". "الهوى" حتى وإن ردد الشاعر "الهوى غلا كرة القدم "ابنة الشيطان" الثانية و"دان " ابنته الأولى التي رددها عباقرة المغنين في مواويلهم.. دان تعرف في اليمن والخليج وهي ذاتها "اوف" في الشام و"يا ما ل" لدى البحارة و"يا ليل" لدى شاطئ النيل. نحن نعترف بتأخرنا في ثقافات مختلفة، والمصيبة أن ثقافة "كرة القدم" من ضمنها حتى وإن أقنعني البعض بثقافة المشجع في جزئية لكنه من الصعب أن يقنعني ببقية الأجزاء رغم أن ثقافتها لاتتجزأ. علاقاتنا بالأندية تقوم على إرث "عائلي" وتغذية مبكرة عبر محلول "ملون" للمحافظة على أدبيات العائلة ورسالتها السامية بين درجات " التشجيع " كأن يقول أحدهم: "إن ابني فلان يموت في الفريق الفلاني". نعم يمكن لنا نسج أبيات " الغزل " في محيط المحبين و"رسم" لوحة الأمل في مجالس المحيطين.. واستدرار " المتعة " ليوم طويل وأمام روتين محبط حيث تتحول "كرة القدم" متنفس الفتية، لكن من المؤلم أن تتحول صوب النفوس وتتحكم في العواطف وتصبح "المزاج" الظاهر البين على تفاصيل حياتهم، بل تصبح جل
حياتهم ومرتكز محورهم. كتبت في ما مضى مقالا هنا بعنوان "الاختلاط" وهو يعني الحالة القائمة حول بعض توجيهات وتوجهات " البالغين " على حياة "المراهقين".. وغرس معتقدات التعصب وزرع دوافعه.
حاولت أن أقول وبصريح العبارة: "إن المسألة يمثل مكمن مسألة فكر ولايزال الفكر هاجسا مواجعنا فمن الاستحالة بمكان أن نترك زرعهم شوكا لنجنيه عنبا" حتى وإن اقتنعنا بسن الضوابط المستقبلية لحفظ "كرة القدم" من الشوائب التي تحوم حولها أو تعيش وتعشش فيها لأننا في الأخير مطالبون بمواجهة الأمر حين تصبح خياراتنا محدودة.
ليس هناك أمر تختفي معه "القبيلة" وتتوحد فيه "الشعارات" وتندمج معه شرائح الناس في العالم الآن إلا " الوطن " وخلاف ذلك يستحق النظر فيه والانتباه له ودراسته ومعرفة بواطنه.
المدرجات في العالم تحولت إلى لوحة فنية إلى رسالة ثقافية إلى فن قائم بذاته إلى متعة خلابة صورتها وفتنتها، فقد تجاوزت مرحلة "العصابة" واندثرت معها فلسفة "الهوليجانز" وظهرت ثقافات الشعوب من خلالها.
نحن بالفعل في حاجة لوقفة تأملية أمام هذا " الفكر " الذي يتسلل صوب الفتية ويكبر معهم من خلال تغذية إعلامية عمياء تقوم على نظرية اللعب غير النظيف وعلى تباين القرارات وعلى معركة اللجان والحديث الدائم حول أياد خفية تحرك الانتصارات من فريق لصالح الآخر.
دمتم بخير