2014-05-06 | 06:58 مقالات

ليلة في كوكب مختلف

مشاركة الخبر      

إذا أردت أن تكون عادلاً منصفاً وصادقاً مع نفسك فلا تستبق الأفكار بفكرة ولا القلوب بنبضة، دعها هكذا وليدة اللحظة، ملائكية الملمح .. احمل في دواخلك قلباً بريئاً لتكون أكثر تحررا في الوصف والتعليق والقول والمشاهدة،

وهذا ما حدث معي ليلة افتتاح "الجوهرة".

حملت أدواتي قبل الذهاب هناك وكل زادي بعض الحاجيات البسيطة جدا والتي لا تكاد تذكر ومنها قلبي وبصيرتي، وهي من الأدوات التي يتغافلها البعض بحجة رتابتها كما أنها تعتبر مما خف ثمنه ووزنه، أو مما خف وزنه وزاد ثمنه، أو مما زاد وزنه وزاد ثمنه .. علما بأن المنطق " مغلق " و" التفاؤل " متجمد و "الأريحية " ضمن وقف التنفيذ.

الحكاية أنني في مهمة عمل خلال حفل افتتاح ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة لكن الأمر بلغ مداه فبكل ما كنت أحمله في عقلي وقلبي ومع كل الصور التي وصلتني قبل دخولي الملعب لم تكن تلك الحقيقة، فقد ودعت كوكب الأرض عندما غادرت سيارتي وأصبحت في كوكب مختلف وزمن مختلف.

تحولت إلى شبه كائن " فضائي " يخرج من " عطارد " صوب " الزهرة " ومن " المريخ " إلى " القمر".

كل شيء من حولي مختلف فلا جمال يعلو على جمال تمازج البشر بالحجر، ولا وصف ينطبق على الروح التي سكنت المكان إلا آهات الترحاب بصانع هذه التحفة ومهندسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) للقلوب التي ترتوي الحب منه وتنهل الغيث من مكرماته،

كنت لحظتها خارج إطار الزمن وأبعد من المألوف قرأت في تفاصيل المشهد مجدا جديدا لكرة القدم السعودية التي مرت صوب المونديالات من خلال ملعب " الدرة " وهو ملعب الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله)، بل بعد ستة أعوام من حفل افتتاحه ولد جيل جديد حلق بنا إلى العالم وأخذنا إلى حيث يفترض أن نكون وأصبحنا والبرازيل والأرجنتين والإنجليز في قرية واحدة صغيرة ونشبههم في كل شيء حيث نقارع هولندا ونتغلب على بلجيكا ونعبر إلى مبلغ الحلم ومنتهاه.

أدركت مع هذه الصورة أن المشاريع الكروية الضخمة تنتج الأجيال وتمنح الطموح أجنحة للتحليق منها الإصرار والرغبة والعزيمة، أدركت أن هذا المنجز والمعجز نافذة جديدة لمجد سعودي جديد، فلا يلد عمالقة اللعبة إلا من مدرجاتها.

كان الحضور خياليا وفضائيا لأن الجوهرة عبارة عن كوكب جديد يرتبط بمدارات كرة القدم العالمية إذ أنه يحمل ذات الصفات وأكثر.

وأدام الله عز وطني،،،