البرازيل المضطربة وإسبانيا المنهكة

المظاهرات الغاضبه مستمرة رغم تعهد رئيسة البرازيل دايلما روسيف بفتح قنوات حوار جديدة مع ممثلى الشباب الذين قادوا المظاهرات الجماهيرية التى هزت البرازيل احتجاجا على الانفاق الحكومي على نهائي كأس القارات ومونديال 2014 في الوقت الذي تزداد فيه معاناة الشعب من الفقر والجوع. ويبدو ان الشعب البرازيلي قد ضاق ذرعا من الفساد الحكومي وسوء حالة التعليم والرعاية الصحية والفقر ووقت لفرض مطالبه بالتظاهر متزامنا مع انطلاق كأس القارات. ورغم شغف البرازيليين بكرة القدم الا ان متاعبهم هذه المرة مع الجوع والفقر وتواضع الخدمات واختلال ميزان العداله في الفرص اقوى من ان تمتصها كرة القدم فكانت التظاهرات التي انطلقت في بدايتها من ريودي جانيرو لتعم انحاء البرازيل. والمظاهرات مستمرة رغم تأهل منتخب البرازيل الى النهائي ومواجهة عملاق العالم واوروبا المنتخب الاسباني الذي يواجه تحديا جديا على ملعب الماركانا في هز صدارته العالميه مساء اليوم الاحد بتوقيت البرازيل (الواحدة صباحا بتوقت السعودية). وسيكون موقف البرازيل على مستوى البلاد بالغ الخطوره في حالة الخساره من اسبانيا مما يعني ان البرازيل امام امرين اما فوز يخفف من الغضب الجماهيري اوخساره تعظم للفوضي الحاليه وزيادة حدة الغضب الشعبي مما ينذر ان الاوضاع مرشحه للتفاقم في عموم البرازيل وقد تطال تداعياتها نهائي كأس العالم صيف 2014 مما يدفع الى القول ان البرازيل المضطربه باوضاعها السياسيه الحاليه التي ستكون تداعياتها ضغطا على اللاعبين امام اسبانيا المنهكه من ماراثونها مع ايطاليا. والعالم اليوم انظاره تتجه الى ملعب الماركانا في ريودي جانيرو لمشاهدة نهائي كأس القارات بين البرازيل واسبانيا في لقاء يجمع بين منتخبين تتوفر فيهما كل مقومات الاداء الفني لكرة القدم. ويجوز القول ان اللقاء هو بمثابه اختبار للمهاره البرازيليه امام الجماعيه الاسبانيه المهاريه الاحترافيه المنضبطه والمنسجمه مع كل فنون الابداع الكروي . ولعل النجم الصاعد نيمار مهاجم منتخب البرازيل ونادي برشلونة قد لخص اهمية اللقاء لجماهير الكره في العالم بتأكيد أن هذه المباراة هى نهائى تاريخى بالنسبة للعبة الشعبية الأولى الذى أراده الجميع من الجماهير واللاعبين. وقال إن جميع المهتمين بشئون كرة القدم كانوا يتمنون أن يجمع نهائي كأس القارات بين البرازيل واسبانيا وكلام النجم نيمار يشاركه فيه الغالبيه المطلقه من جماهير كرة القدم حول العالم. يبقى القول ان عشاق كرة القدم على موعد مع الوان من الفنون الكرويه تؤدى بطريقه سلسه وبسيطه لا تعقيدات فيها لمنتخبين متشابهين في المهاره والاداء على ارض الملعب. ورغم ميل الكفه الفنيه بالميزان الفني والاسمي للنجوم لصالح اسبانيا الا ان الارض ويوم الراحه الاضافي للبرازيل واجهاد اللقاء الماراثوني بين اسبانيا وايطاليا الذي انتهى بركلات الترجيح كلها عوامل تخدم الفريق البرازيلي. لكن وجود افضل اللاعبين العالميين في منتخب اسبانيا يتصدرهم اينستا وتشافي وبيكيه وتوريس وبدرو وكاسياس وغيرهم من كوكبه لامعه في الدوري الاسباني والانجليزي بخبراتهم المتراكمه يعزز حظوظهم امام منتخب برازيلي معظم نجومه لم يبلغوا حد ربع شهرة لاعبي منتخب اسبانيا باستثناء نيمار.