النصر لم ينفض بعد الغبار
من المؤكد أن إدارة النصر تعرف أن العامل النفسي من أسباب انكسار الفريق الموسم الماضي وتدحرجه الدراماتيكي من الثالث إلى الخامس في سلم الترتيب النهائي وفقدانه المشاركة في بطولة أبطال آسيا.
وقد وضعت سلبية أعضاء الشرف النصراويين الفريق الموسم الماضي ورئيسه في موقف صعب للغاية وساهمت السلبية في وأد تطلعات وآمال الجماهير النصراوية نتيجة الخلل في أركان منظومة تحقيق الأهداف.
وستبقى المنظومة في خطر إذا لم يسفر الاجتماع الشرفي الأخير عن نتائج ملموسة تتمثل في الوقود المالي الذي يمثل العمود الفقري لأي نشاط إذا سلمنا أن المنظومة الإدارية والفنية للفريق هذا الموسم في حكم الجيدة وتلقت من دروس الماضي ما يكفي لزيادة المناعة ضد الأخطاء والحيلولة دون تكرارها.
والخلل الصارخ المسجل في المنظومة النصراوية يكمن في الأمر المالي والذي انعكس على أداء الفريق هو على مايبدو ما تسبب أو هو سبب مباشر في اختلال التوازن والتناغم في أركان المنظومة الموسم الماضي وخلف تشويشا فكريا في أداء الجهاز الفني واللاعبين مربكا المنظومة الفنية بكاملها وخروج الفريق بلا حصاد الموسم الماضي.
ولعل المتابع للفريق في الجولات الثلاث من دوري زين بفوزه الهزيل على الرائد وخسارته من الأهلي وفشله في المحافظة على فوزه بتعادله الأخير مع الفيصلي يلاحظ أن غبار الموسم الماضي لم ينفض بعد وينتاب الفريق حالة من التفكك والضياع والصحوة المفاجئة خلال المباراة ويضغط في الدقائق الأخيرة في محاولة لتحسين وضعه لكن الوقت الباقي لا يسعفه لجني ثمار ضغطه على المنافس.
وهذا يعني أن الحالة النفسية للفريق لم تصل بعد نقطة الصفاء الذهني الذي يعزز المجهود العضلي بفعل الهم المسيطر على الفريق وهو أقوى من قدرتهم على ضبطه فيحدث السرحان وعدم التركيز والفوضى الفنية لصالح الفريق المقابل.
واستمرار حالة من هذا النوع تخيم على أداء الفريق يدفع إلى الاعتقاد أن هذا الفريق يعاني من مشكلة تحول دون انضباطية أدائه المتقطعة بل هو أشبه بمن يغفو خلال المباراة أكثر مما يصحو نتيجة هموم مترسبة لم تعالج بعد.
وهنا يمكن القول إن ترسبات الماضي تحتاج إلى علاج ليس الطبيب النفسي دور مهم فيها وإنما العلاج إداري بالدرجة الأولى ويكمن في برمجة الأمور المالية وإعطاء المستحقات وبند الرواتب أهمية خاصة بصرف منتظم لا تأجيل فيه وسيولد انتظاما من هذا النوع انتظاما إيجابيا في الشكل الفني للفريق.
والثابت في مجال كرة القدم أن المجهود العضلي وإن كان الأساس في التحضير البدني إلا أنه لا يكفي أن لم يكن مدعوما بتحضير نفسي ومعنوي وفكري لجني النتائج وسط بيئة محفزة تحسن التعامل وفق مقتضيات الظروف داخل الملعب وخارجه.
يبقى القول إن الاجتماع الشرفي النصراوي الأخير يمكن اعتباره ثورة صفراء لإرساء مباديء التعاون الفكري والمالي من أجل خدمة الكيان الجماهيري الكبير متى ما أصبح ملموسا والالتفاف الشرفي المحمود الذي تتطلع إليه جماهير العالمي كفيل بتجنيب الفريق التداعيات السلبية التي أثرت على عطاء اللاعبين وعانوا منه في المواسم الماضية وكان أحد أسباب تعثر الفريق.