الترفيه من خلال الأندية
- قبل قرابة ثلاثة أسابيع، أقام الفنان الكبير "فنان العرب" محمد عبده، بصحبة الفنان المتميز راشد الماجد، حفلاً غنائياً متميزاً، كتميزهما في العاصمة الرياض..
- الحفل كان مبهراً كعادة أي حفل يقيمه نجمان بحجم محمد عبده وراشد الماجد، وتمثل الإبهار في أمور عدة، أبرزها الإبداع الغنائي الطربي من النجمين، إضافة إلى الحضور الكبير جداً من جماهير محمد عبده وراشد الماجد، بل من عشاق الطرب الجميل..
- الإبهار تمثل أيضاً في التفاعل الإيجابي من الحضور، إذ قدم الحضور صورة إيجابية للجماهير المتذوقة للفن، وليس مثلما توقع بعض المعارضين لإقامة مثل هذه الحفلات الغنائية..
- هناك من توقع أن يخرج ـ ولو بعض الحضور ـ عن آداب سلوك الحفلات الغنائية، وبخروجهم عن النص يسيئون للحفل والمنظمين، بل ربما أي تفكير مستقبلي بإقامة مثل هذه الحفلات..
- لم يحدث أي شيء من هذا القبيل ـ وبشهادة النجمين الكبيرين محمد عبده وراشد الماجد ـ بل إنني لم أتوقع أن يخرج الحضور عن السلوك؛ لأنهم لم يدفعوا المبالغ الضخمة إلا من أجل أن يستمتعوا بطرب الفنانين الكبيرين..
- لا بد من توجيه الشكر لهيئة الترفيه التي أقامت الحفل في خطوة وجدت الكثير من التقدير، وما زلنا ننتظر منها الكثير من فعاليات الترفيه، ومنها الحفلات الغنائية والمسرحيات..
- وطالما جاء ذكر المسرحيات، فإن الكوميدي الكويتي المبدع طارق العلي سيقوم خلال الشهرين المقبلين بعرض إحدى مسرحياته في أكثر من مدينة سعودية، وهذه خطوة أخرى تجعل هيئة الترفيه تستحق الشكر..
- ومساء الجمعة تألق شبيه الريح الأمير عبدالرحمن بن مساعد في أمسية شعرية على مسرح جامعة الأميرة نورة.. أبدع فيها الشاعر.. واستمتع الحاضر..
- أتى هنا للربط بين هيئة الترفيه والأندية الرياضية..
- الشباب يمثلون اليوم قرابة 60% وربما أكثر، من عدد سكان الأندية، ومن المفترض أن تكون الأندية الرياضية هي الملاذ الأول لهؤلاء الشباب كي يمارسوا هواياتهم ويجدوا فيها الترفيه..
- وفي الوقت ذاته، تعاني الأندية اليوم من تراكم الديون، بل الضائقة المالية، وباتت ـ أي الأندية ـ تبحث عن أي مصادر دخل تساعدها على القيام بدورها، وتحديداً على صعيد إسعاد الشباب..
- لعلني هنا أطالب بضرورة تقارب هيئة الترفيه والأندية الرياضية، من خلال منح الأولى فرصة أن تقوم الثانية ببعض النشاطات الترفيهية، التي تحقق للشباب الترفيه، وللأندية الدخل المادي..
- لماذا لا تقوم هيئة الترفيه بالتنسيق مع الأندية لإقامة حفلات غنائية لفنانين سعوديين، خاصة من يعشق الشباب فنهم، أمثال محمد عبده وراشد الماجد ورابح صقر وجابر الكاسر وخالد عبدالرحمن وغيرهم، ومسرحيات لممثلين سعوديين وخليجيين وأمسيات شعرية لشعراء سعوديين وخليجيين، يذهب دخلها لخزائن الأندية مع نسبة بسيطة جداً تذهب لخزينة هيئة الترفيه..
- امنحوا الأندية فرصة تنظيم أنشطة ترفيهية متميزة يحضرها الآلاف من عشاق الفنون الغنائية والمسرحية والشعرية..
- قد لا تملك الأندية اليوم قاعات تكفي لاستيعاب الآلاف من الجماهير، لكنها ـ أي الأندية ـ قادرة على استخدام قاعات أخرى قائمة، تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الراغبين في الحضور..
- في الغد، ومن خلال دخل الحفلات الغنائية والمسرحيات والأمسيات الشعرية، سيكون لدى الأندية المبالغ الكافية لبناء قاعات داخل النادي لإقامة الحفل..
- إقامة مثل هذه الأنشطة لا تضخ في خزائن الأندية قيمة التذاكر فقط، بل أيضاً مبالغ ضخمة من شركات تجارية ستحضر بصفة رعاة..
- الحفلات الغنائية والمسرحيات وحتى الأمسيات الشعرية ستكون مصدر دخل مالي وفير للأندية، أتمنى أن نرى هذا الدخل قريباً من خلال تعاون بين هيئة الترفيه والأندية السعودية..