2017-03-20 | 03:33 مقالات

التعصب وحرية الرأي

مشاركة الخبر      

- لم تكن المرة الأولى التي يصدر فيها عن جهة حكومية قرار يتعلق بالتعصب الرياضي...

 

- لكنها ربما المرة الأولى التي يصدر القرار عن جهة حكومية عالية المستوى بحجم مجلس الوزراء..

 

- القرار الجديد يتميز بأمرين مهمين: أولهما أنه صدر عن مجلس الوزراء.. وثانيهما أنه لم يخصص الإعلام الرياضي والإعلاميين الرياضيين، بل شمل كل ما يتعلق بالتعصب الرياضي..

 

- عندما يصدر القرار عن مجلس الوزراء فهذا (أيضاً) يعني أمرين مهمين: أولهما شعور مجلس الوزراء بحجم (وخطورة) التعصب الرياضي، الذي بات يجتاح الأوساط الرياضية السعودية..

 

- أما ثانيهما فهو أن القرار سيجد حرصاً واهتماماً من قبل الجهات المعنية بتنفيذه؛ لأنه صدر عن مجلس الوزراء. كما أن المتعصبين سيتعاملون مع القرار بخشية وحذر، خاصة أن قرارات سابقة مماثلة لم تجد أي تجاوب أو تفاعل، ربما لأن الجهات التي أصدرتها لم تكن بقوة ومكانة مجلس الوزراء..

 

- أما موضوع أن القرار لا يخص الإعلام الرياضي والإعلاميين الرياضيين، فأقصد به أن القرار يخص كل ما يبث التعصب الرياضي عبر (أي) وسيلة إعلامية؛ ما يعني أن قنوات التواصل الاجتماعي ستكون هي الأخرى خاضعة للقرار..

 

- قبل أن أتحدث عن القرار لا بد أن أقول إن الإعلاميين الرياضيين، بل بعض الوسائل الإعلامية الرياضية كانوا السبب الرئيس في صدور مثل هذا القرار..

 

- عدم (تقدير) بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام الرياضي السعودي لسقف (الحرية) الممنوح لهم من الجهات الحكومية، دفع بهم للتجاوز البعيد جداً، وتجاوز سقف الحرية لدرجة الوصول للتعصب، بل بث الفرقة والكراهية بين أبناء المجتمع السعودي..

 

- لم يستثمر الإعلاميون ولا وسائل الإعلام الرياضي السعودي ذلك السقف العالي جداً من الحرية، فاعتقدوا أن بإمكانهم طرح ما يريدون دون قيد أو رقيب، وهذا غير منطقي على الإطلاق..

 

- كثيرون لم يفرقوا بين مفهومين الفارق بينهما (شعرة)، وهما (حرية الرأي) و(التطرف أو التعصب)..

 

- وكثيرون لا يفرقون بين مفهومي (النقد) و(التجريح والإساءة)..

 

- الفريق الأول الذي (يفهم) و(يمارس) حرية الرأي والنقد، دون أن يصل للتطرف والتعصب والتجريح والإساءة، لا يمكن أن يقع تحت مجهر الهيئات المعنية بتطبيق قرار مجلس الوزراء..

 

- بينما من يتجاوزون حرية الرأي والنقد وصولاً للتطرف والتعصب والإساءة والتجريح سيكونون عرضة للمساءلة والمحاسبة..

 

- كإعلامي وكناقد رياضي (ومعي زملاء كثر)، نقدر حرية الرأي طالما هي بالفعل تندرج تحت هذا الإطار، وكلي ثقة بفهم وتفعيل كثير من الزملاء لمفهوم (حرية الرأي)..

 

- أيضاً كناقد وإعلامي رياضي (ومعي زملاء كثر)، لا نقبل أن يتجاوز (بعض) الزملاء سقف الحرية ويسيئوا استخدام مفهوم حرية الرأي؛ ما قد يجعل الإعلام الرياضي بأدواته ووسائله وإعلامييه في خطر..

 

- علينا أن ننتظر تفاصيل قرار مجلس الوزراء حيال التعصب الرياضي، (تعريفات وجهات قضائية وعقوبات)، حتى نستطيع أن نتحدث عن هذا القرار بشكل أكثر توسعاً..