إسبانيا صنعت التاريخ الجديد

لن يلوم العالم بأكمله أي لاعب إسباني ذرف الدموع بعد نهاية لقاء هولندا فقد كانت لحظات لا تتكرر ولحظات تستحق ذرف الدموع...
ـ  لحظات الفرح ولحظات الإنجاز نادرة في حياة البشر وخصوصاً في حياة لاعب كرة القدم الذي يتعب ويجتهد ويغيب عن أسرته في معسكرات طويلة بحثاً عن لقب وإنجاز فكيف إذا كان الإنجاز هو الظفر بلقب كأس العالم..
ـ  الإسبان حالة استثنائية من الفرح فقبل عامين فازوا بلقب أمم أوربا واليوم يحققون بطولة كأس العالم وهو إنجاز لا أعتقد أنه سبق وأن تحقق، وإن كان قد تحقق فمن حققه يستحق الثناء والتصفيق مثلما هو حال المنتخب الإسباني الذي أجبر العالم أن يحترمه ويصفق له ويعذر نجومه على ذرف الدمع...
ـ  كاسياس حارس المرمى الإسباني كان أشدهم ذرفاً للدمع ومعه كل الحق فهو القائد الإسباني الذي دخل تاريخ كرة القدم الإسبانية كونه أول قائد إسباني يحمل كأسي أوربا والعالم...
ـ  أما النجم الأكبر والأعظم بويول (قلب الأسد) ورفاقه أنيستا وشافي وبيكيه فمن حقهم أن يكونوا أكثر نجوم العالم فرحاً وسعادة كونهم حققوا أعظم إنجازات كرة القدم على مستوى العالم عندما فازوا بلقب أمم أوربا وكأس العالم مع منتخب بلادهم كما حققوا بطولة أندية العالم مع فريقهم المعجزة برشلونة...
ـ  لن أتحدث عن الأمور الفنية للمباراة النهائية فالكل شاهدها واستوديوهات التحليل أشبعتها تحليلاً..
ـ  سأتحدث عن الإنجاز الإسباني الذي لا شك أنه تحقق لسببين رئيسين.. أولهما ظهور المنتخبات المرشحة للظفر باللقب كالبرازيل والأرجنتين بمستويات دون المتوقع...
ـ  أما السبب الثاني فهو ثبات التشكيل لأكثر من سنتين بالرغم من تبدل مدرب المنتخب إلا أن المدرب الحالي دل بوسكي لم يغير كثيراً في تشكيلة المنتخب ما ساعد في خلق المزيد من الانسجام الذي كان ثمنه الظفر بكأس العالم..
ـ  هنيئاً لأنصار برشلونة وريال مدريد حول العالم ففي تصوري أن شعبية هذين الناديين خلقت للمنتخب الإسباني شعبية جارفة حول العالم...شاهدت النهائي في ميامي وكأنني في إحدى المدن الأسبانية...الكل يقف خلف المنتخب الإسباني الذي لا شك أنه يستحق ذلك...
ـ  لن أبالغ إذا قلت إن فوز إسبانيا بكأس العالم سيغير كثيراً من خارطة بطولة كأس العالم...من هذه النسخة لن تعد الترشيحات مقتصرة على منتخبات التاريخ (البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا) فقد صنعت إسبانيا تاريخاً جديداً لبطولة كأس العالم...