النصر لمانديلا

عندما تنطلق نهائيات كأس العالم اليوم في جنوب أفريقيا فإننا أمام تظاهرة تاريخية أذهب في رؤيتي لها لأبعد من كونها منافسات في كرة القدم.
 ـ اليوم تسجل جنوب أفريقيا نصراً كبيراً ليس لفوزها باستضافة النهائيات إنما لأنها تجمع العالم أجمع وتجبر الأنظار من كل القارات أن تتجه نحوها.. نحو هذه الدولة التي كانت ذات يوم في عزلة عالمية...
 ـ ما يشعرني بسعادة بالغة باستضافة جنوب أفريقيا للنهائيات هو أن القائد الجنوب أفريقي الكبير نيلسون مانديلا سيحضر المباراة الافتتاحية حتى ولو لعشر دقائق كما صرح أحد أحفاده...
 ـ شخصياً يكفيني أن جنوب أفريقيا تحتضن هذا العرس العالمي ومانديلا على قيد الحياة سواء ساعدته ظروفه الصحية أن يحضر أو منعته... 
ـ مانديلا (لمن لا يعرفه... خصوصاً أننا نخاطب في مقالتنا هذه شبابا في مقتبل العمر لا يعرفون تاريخ مانديلا) أقول: إن مانديلا هو أحد أبرز شخصيات العالم وأكثرهم شعبية...
ـ مانديلا (أو ما ديبا Madiba كما يحب أفراد قبيلته أن ينادوه و تعني العظيم المبجل) هو زعيم تاريخي قاتل سنوات وقضى في السجن أكثر من ربع قرن من أجل وضع حد للتمييز العنصري الذي كان شعب جنوب أفريقيا الأسود يعاني منه...
 ـ اليوم لا يحتفل مانديلا فقط بانتصار قضيته (داخل بلاده) بل بالتأكيد هو أسعد إنسان على وجه الأرض لأنه يرى جنوب أفريقيا تلم شمل 32 دولة يلتقون ويتنافسون تنافساً شريفاً بعيداً عن أي تمييز عنصري...
 ـ من حق مانديلا أن يفرح بأن الله أمده بالعمر ليعيش هذه اللحظات...ومن حق جنوب أفريقيا أن تفرح وتفتخر وتحتفل بزعيمها التاريخي في مناسبة لا أعتقد أن مواطناً جنوب أفريقي أسود خطر في باله أن يعيشها.