أزمة الاتحاد.. من المتسبب؟
يعيش الاتحاديون هذه الأيام، وأعني بهم الجماهير الاتحادية، أوضاعًا متفاوتة من ناحية حالة الرضا وعكسها تجاه ما يقدمه الفريق الأول لكرة القدم في النادي.
وما بين عشية وضحاها، وتحديدًا بعد مواجهة السوبر الشهيرة في لندن أمام الهلال، تغيَّر كل شيء تقريبًا في الاتحاد، انقلبت معها حالة التفاؤل إلى مراحل مُبالغ فيها، وربما تكون غير مقبولة أيضًا، وأصبح المدرب الموصوف بالفلتة "قبل السوبر" الأرجنتيني رامون دياز مدربًا فاشلًا لا يصلح للفريق، وخطته لا تتناسب مع هؤلاء النجوم الذين يضمهم الفريق.
وبعيدًا عن مجموعة من الآراء التي كتبتها سابقًا هنا في "الرياضية"، وكانت في مجملها سلبية عن دياز، حينما وصفته بـ "المدرب الذي يقود الهلال إلى الهاوية"، أرى أن الحكم ما زال مبكرًا جدًّا على عمل رامون دياز ونجله في الاتحاد، ومعهما مجموعة من اللاعبين المحترفين الأجانب الذين أحضرتهم الإدارة الجديدة بقيادة رئيسها الجديد نواف المقيرن الذي عمل جاهدًا، بدعم كبير من الهيئة العامة للرياضة، أسوة بكافة الأندية، على إعادة الاتحاد إلى جادة الصواب، وإنقاذه من الغرق، وقبل هذا وذاك فك أسر النادي من الديون الخارجية الضخمة بمكرمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان تدخله لحل مشاكل وتصدعات الأندية المالية بمنزلة حجر الزاوية في الموضوع برمته. ولا أظن أبدًا أن مباراتين، أو حتى أربع، أو أكثر بقليل، ستكون كافية لمنح حكم فني دقيق، يعطينا الحق كجماهير في إصدار حكم قاطع بفشل المدرب، أو نجاحه، وهو الكلام نفسه الذي يمكن أن يقال أيضًا عن الصفقات الأجنبية "هذا إذا أردنا الإنصاف فقط".
المشكلة الكبرى كما أعتقد في الاتحاد، هي حالة المبالغة الجماهيرية التي سبقت مواجهة السوبر "الحلم الاتحادي"، حيث اعتبرت أن تحقيقه من أمام الهلال ليس إلا مسألة وقت، لا أقل ولا أكثر، وتناست تلك الجماهير سطوة الزعيم في مثل هذه المناسبات، وأنه دائمًا ما يكون صاحب اليد الطولى سواء على الاتحاد، أو غيره من الأندية. عمومًا، كل ما أرجوه ومعي الكثير من الاتحاديين، ألَّا تعصف تلك الضغوط الجماهيرية بكل الجهود والخطوات التي قامت وستقوم بها إدارة المقيرن، ماضيًا ومستقبلًا.
صحيحٌ أن هناك أخطاء ارتكبها الجهاز الفني قبل السوبر عبر تصريحات المدرب دياز الذي اعتبر الهلال كتابًا محفوظًا بالنسبة إليه، ويعرف كل تفاصيله، لكنَّ ما شاهده الجميع كان العكس، وأيضًا رئيس النادي ارتكب بعض الأخطاء، منها تغريدته عن التغييرات التي سيجريها على خارطة اللاعبين الأجانب في الفترة الشتوية، ما بعث برسائل فُهِمَت خطأً لدى جماهير الاتحاد.