هلال
أوروبي
لسنوات طويلة ونحن نردد أننا نملك أقوى دوري عربي، ولكن الأخوة في مصر الحبيبة وفي تونس العزيزة لهم رأي آخر؛ فلديهم أندية لها تاريخ عريق على المستوى العربي والإفريقي، ولن يسلموا بتفوق الأندية السعودية مهما تغيرت الأحوال.
لهم حق التمسك برأيهم والتعصب لفرقهم؛ فإثبات الأقوى مسألة جدلية تزيدها العاطفة والوطنية والانتماء تعقيدًا؛ ما جعلنا نبقى في مناظرة مفتوحة تتعالى فيها الأصوات ولكنها تبقى غير قابلة للحسم. إلى أن جاء الهلال في كأس زايد للأبطال ليحسم الجدل ويثبت أن الكرة السعودية مختلفة، وأنها تحلق في فضاء غير الفضاء، وأننا نلعب بمستوى لم يصل له بعد الأشقاء.
مستوى الهلال في البطولة العربية غير الموازين وجعلنا نتوقف عن الكلام المباح ونشير فقط إلى الهلال. ارتفعت أعناقنا حتى عانقت السماء فخرًا ونحن نشاهد الهلال يبدع ويمتع ويدهش. تابعت تعليقات الأخوة العرب بعد المباراة.. اعتراف كامل بتفوق الكرة السعودية.
وليد صلاح الدين، مدير الكرة في الاتحاد السكندري، علق على خسارة فريقه أمام الهلال بأن القرعة ظلمت فريقه بمواجهة “منتخب العالم”. ذكر وليد لمحطة مصرية: “هناك فارق كبير في المستوى مع الهلال، وكنا نتمنى أن نواجه فريقًا آخر غيره”. الفريق المعجزة وقاهر الكبار الذي أخرج الترجي التونسي والزمالك المصري يشتكي ويتذمر من مواجهة الهلال.
أما حلمي طولان، مدرب الاتحاد، فتغنى طويلاً بالهلال قبل المباراة. أما بعدها فقال: “فريق قوي جدًّا مستوى عال في الأداء وفي الجماعية وفي الإمكانيات الفردية للاعبين.. فريق راق جدًّا.. شيء مختلف.. حاجة رائعة”. وأضاف: “الهلال لا يمكن مقارنته سوى بأندية أوروبا”.
أعرفتم الآن لماذا لا نحتاج للكلام؟
في المباراة ظهر فريق الاتحاد بشكل بطيء متثاقل، وكان اللاعبون يجرون أرجلاً من حديد. لم يختلف الاتحاد في مستواه وسرعته كثيرًا عن المباريات السابقة. الفارق في الهلال.. الهلال طور أداءه وسرعته بشكل مخيف؛ ما جعله يسيطر على معظم المباريات التي يخوضها. سر تفوقه والأداء الأوروبي الممتع يكمن في الجماعية والتحرك الدائم من كل اللاعبين.
كل شيء في المباراة كان جميلاً، ولكن الأجمل كان الشلهوب. لا تستطيع ذكر اسم الشلهوب دون أن تبتسم وتحس براحة نفسية ورضا كامل عن النفس. الشلهوب يجعلنا نؤمن بأن الطيبة لا تزال موجودة في زمن الذيابة والشراسة واضغط المضغوط أكثر.