الظاهرة
محمد بن فيصل
لا يمكن أن تحقق النجاح في كرة القدم بالاعتماد على المدرب الخبير واللاعب الموهوب فقط حتى تكتمل هذه المنظومة لا يمكن إغفال الدور الحيوي للعمل الإداري.
الإدارة الرياضية أصبحت اليوم في كرة القدم أحد أهم المفاتيح لصعود المنصات، وتحقيق البطولات، إلى جانب التناغم مع العمل الفني.
لاعب كرة القدم حتى يكون مكتملا يحتاج إلى ثلاث قدرات، فنية، بدنية، ونفسية.
تقع على عاتق المدرب إعداد اللاعبين فنياً وبدنياً من خلال التدريبات، أما الجانب النفسي عملية شراكة ما بين المدرب والإدارة.
علم النفس الرياضي من أهم العلوم في الرياضة الحديثة، والذي يساهم بشكل مؤثر في علاج الرياضيين من ضغوط المنافسة.
تختلف الأندية في جميع دول العالم من ناحية تفعيل علم النفس الرياضي، على سبيل المثال الأندية العالمية تعتمد بشكل كبير على طبيب نفسي مختص في علم النفس الرياضي، وهناك أندية تعتمد نفسياً على المدربين، لكن ليس كل مدرب مهما كان اسمه يملك الخبرة في تهيئة اللاعبين نفسياً.
في السعودية أنديتنا تهمل عمل النفس الرياضي بشكل كبير، ولا تستعين بالأطباء النفسيين إلا في حالات نادرة مما يجعل المسؤولية على عاتق الإدارة بشكل كبير.
من فترة طويلة كمختص في القيادة الرياضية، أتابع بعض الإجراءات الإدارية في الأندية السعودية التي تتعلق بتهيئة اللاعبين نفسياً.
أستطيع أن أقول أن رئيس الهلال محمد بن فيصل نموذجاً في التهيئة النفسية للاعبين، من خلال القرب منهم دون حواجز والتعامل مع اللاعبين بأساليب كثيرة ساهمت بشكل كبير في إبعاد لاعبي الهلال من الضغوط النفسية.
في كل مباراة يلعبها الهلال تشعر وكأن الفريق ذهب إلى رحلة سياحية، لا تشعر في الملعب أي قلق يسكن جسد اللاعبين في كثير من المباريات، هذا يعود إلى التهيئة النفسية المبذولة من الإدارة الهلالية.
لا يبقى إلا أن أقول:
لا يوجد عندي أدنى شك أن القارىء المتابع لمقالات هذه الزاوية “هندول”، سوف يستغرب مدح عمل رئيس الهلال محمد بن فيصل في الوقت الراهن في هذا المقال وقبل شهرين في 17 ديسمبر 2018م كتبت مقالاً ينتقد عمل رئيس الهلال. لا يوجد أي خلاف شخصي مع رئيس الهلال محمد بن فيصل، بالعكس المهنية الإعلامية تلزمني عندما يخطئ أنتقده لتصحيح السلبيات وعندما يصيب أمدح عمله لتعزيز الإيجابيات.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
هل تدرك أن تهيئة محمد بن فيصل اللاعبين نفسياً من أسرار نجاح الهلال؟!