اتحاد القدم
فاشل
"يمكن أن تكون من أبرع الخطباء الذين عرفهم العالم، وتمتلك قدرات عقلية فائقة، وبراعة ذهنية عالية، وأن تكون ضليعاً في كافة صور المناقشة والجدال، ولكن ما لم تكن صادقاً في قولك، فلا يمكن أن يصدقك الآخرون".
لا أعلم لماذا كلما قرأت السطور التي مضت أشعر أن الفيلسوف جيري سبينس عندما كتبها كان يشخِّص حال رؤساء وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟!
هذا الفيلسوف المحامي الأمريكي البارع عاش 40 عاماً داخل المحاكم ولم يخسر ولا قضية واحدة أمام هيئة المحلفين، سوف يقف عاجزاً في الدفاع عن عادل عزت وقصي الفواز أمام محكمة الوسط الرياضي السعودي.
لا يمكن الحكم على تجربة الرئيس الحالي لؤي السبيعي بالفشل أو النجاح قبل أن يمنح الفرصة الكاملة التي نستطيع من خلالها تقييم التجربة بشكل منطقي، وإذا أراد أن ينجح عليه ألا يسير على خطى عادل عزت وقصي الفواز، يجب أن يكون له رؤية مختلفة خاصة هو ابن اللعبة ومؤهل علمياً لم يهبط على الرياضة بالباراشوات.
غياب الصدق والشفافية في معظم تصرفات رؤساء وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم السابقين زعزعت ثقة الآخرين، كسب الثقة تولّد من تصرفاتك بالقول أو الفعل، لا أحد يلوم هنا الجماهير الرياضية التي تردد عبارة «لم ينجح أحد» في إدارة اللعبة الشعبية الأولى التي تعاني من عشوائية القائمين على إداراتها.
لست مع التعميم بأن الفشل يحاصر كل الأعضاء واللجان، بالعكس هناك تجارب ناجحة لكن غياب المصداقية في كثير من قرارات الاتحاد حجبت الأعضاء الناجحين واللجان المتميزة.
حتى أصبح لسان حالنا يردد على الناجحين المثل الهولندي "الأَعور مَلِك في بلاد العُميان".
التجارب الفاشلة في إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم واستمرارها تهدد مستقبل الرياضة السعودية، الضرر لن يكون فقط في المسابقات المحلية بل سيكون أكثر على المنتخبات السعودية في ظل غياب التخطيط الاستراتيجي.
لا يبقى إلا أن أقول:
هناك كثير من المؤشرات التي تكشف لك فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم في كثير من الملفات من سنوات طويلة، وفي الموسم الرياضي الحالي لدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، أصبح جدول المباريات أمرًا مضحكًا ومحزنًا في نفس الوقت.
تعليق الفشل في تنظيم جدول الدوري على شماعة مشاركة المنتخب السعودي والأندية في المسابقات الخارجية عذر غير مقبول، بالعكس كثير من الدول تمر بنفس تجاربنا ولا يوجد عندها أي خلل في روزنامة مسابقاتها.