2019-05-18 | 23:55 مقالات

«الفوازير».. وجيل التقنية

مشاركة الخبر      

في سنوات الصغر.. كنا نتوق لشاشة التلفزيون السعودي ليلة الإعلان الرسمي عن حلول شهر رمضان المبارك.. خاصة إذا تزامن ذلك مع أيام الدراسة لأن النظام سيتغير و"الدوام" سيتأخر.
وتزيد متعة التلفزيون عند سماع الموسيقى الرمضانية الجميلة التي لا تزال نغماتها تحيي الكثير من ذكريات جيل الطيبين.
وعلى الرغم من قلة الإنتاج في ذلك الوقت ومحدودية المتابعة التلفزيونية إلا أنني أعتقد أن طفولتنا حظيت بجزء من الاهتمام الذي كان بالنسبة لنا منبع سعادة غامرة.
فمن منا لم يكن يتابع فوازير رمضان للصغار؟.. ومن منا لم يترقب أطفال المدينة يومًا بعد آخر ويفكر فيما يقدمونه بحثًا عن الحل وطمعًا في نيل إحدى الجوائز؟.. ومن منا لم ينتظر مستجدات مسلسل بابا فرحان؟
كل ذلك جزء من نصيب أطفال لم يكن أمامهم وسائل ترفيهية سوى شاشة مليئة بـ "التشويش" غير واضحة المعالم يلتفون حولها أو "شارع الحارة" الذي كان بمثابة الطريق والملعب والمسرح في آن واحد.
وبين جيل الطيبين.. وجيل الطفرة التقنية يقف الكثير من المتغيرات والشواهد التي حولت مسار الاهتمامات إلى أفق أوسع.. وغيرت المفاهيم المتعلقة بوسائل الترفيه التي أصبحت أكثر وأخطر من ذي قبل.
من هذا المنطلق أحمل عتب محب للإخوان في التلفزيون السعودي الذين أرى أنهم مقصرون نوعًا ما في حق الأطفال والطفولة.
أعتب عليهم لأنهم سمحوا لأطفالنا الذين ما زالوا يتابعون التلفزيون بالتوجه إلى قنوات أخرى، أعتب عليهم لعدم وجود قناة مخصصة للأطفال يفترض أن تستثمر بالشكل الصحيح في تشكيل هوية الطفل السعودي وترسيخ مفاهيمه الوطنية والمجتمعية، وذلك بعد إلغاء قناة آجيال ودمج برامجها مع قناة أخرى.
أعتب عليهم لأنهم الجهة الرسمية الوحيدة التي بإمكانها صناعة محتوى متزن ومنافس يليق بأطفالنا.. يغذيهم فكريًا.. ويعزز قدراتهم علميًا ويفتح مداركهم ليكونوا عناصر مؤثرة تخدم وطنهم.
قد لا تستهوي "فوازير مشقاص" الجيل الحالي.. وقد لا يحتملون متابعة أفلام الكرتون القديمة إلا أن الابتكار يستوجب عمل التلفزيون السعودي في مسار موازٍ للجهود المبذولة من الجميع من أجل صناعة جيل مميز للمستقبل.