الحارثي غادر النصر هلاليا.. وعاد إليه داعما
في ديسمبر من عام 2011، صدم سعد الحارثي النجم الجماهيري والمحبوب في نادي النصر، أنصار فريقه بعد توقيع عقد انتقاله إلى نادي الهلال الغريم التقليدي في صفقة أثارت الكثير من الجدل في ذلك الوقت، حيث أحدث انتقال الحارثي أصداءً إعلامية منقطعة النظير، خاصة وأن انتقاله جاء لصالح الند التقليدي والجار اللدود، حيث بات الحارثي أول لاعب نصراوي ينتقل للهلال في تاريخ الفريقين الممتد لأكثر من خمسة عقود من الزمن.
الحارثي الذي بدأ مسيرته الرياضية مع فريق النصر الأول لكرة القدم 2003-2004، سجل اسمه كأبرز المهاجمين الذين مروا على أصفر العاصمة خلال العقد الماضي، حيث أعاد للمدرج النصراوي الذي ظل فترة زمنية طويلة متعطشاً إلى مهاجم يعيد ولو القليل من ذكريات أسطورتهم الأولى ماجد عبدالله، وهو مافعله الحارثي حيث أراد له مدرج النصر العريض أن يحتل مكانة النجوم الذين لهم رصيد كبير من المعجبين، وبمعنى أصح أرادوه أن يكون نجم شباك كما كان ماجد عبدالله، ووضعه المعجبون في الصف الأول من المهاجمين السعوديين وهتف عشرات الآلاف باسمه في المدرجات كلما لعب.
الحارثي المولود في مارس من عام 1984 لقبته الجماهير النصراوية من لشدة ولعها به بـ"رؤول العرب" و "الذابح" وأسبغت عليه العديد من الألقاب الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، لم يساعده حظه في قيادة النصر إلى تحقيق أي لقب يروي ضمأ النصراويين، الذين طال بهم العهد في الابتعاد عن منصات الذهب والتتويجات، وكانوا يحلمون أن ينهي رفاق الحارثي هذا الغياب ويتوج الفريق العاصمي بلقب طال انتظاره وهو ما لم يحدث.
أكثر من عشرة أعوام قضاها "الذابح" بين جنبات النصر يصول ويجول في ملعب الأمير عبد الرحمن بن سعود، وجماهيره تهتف له في المدرج الأصفر، إلى أن قرر في عام 2011 خلع قميصه الشهير وارتدء زي الغريم التقليدي الهلال، تاركاً الآهات والحسرات خلفه، متطلعاً للأمنيات التي تداعب مخيلته، إلا أن تلك الأمنيات تحولت إلى أوهام، حيث لم يستطع الحارثي أن يستعيد توهجه برفقة أزرق العاصمة، وظل حبيس دكة البدلاء مع اختلاف المدربين في الهلال، إلى أن أخبره الهلالييون صراحة بعدم حاجة الفريق لخدماته مستقبلاً، ليعلن بعدها الحارثي اعتزاله كرة القدم رسمياً.
اليوم وبعد قرابة الـ8 أعوام من قصة انتقاله إلى الهلال وإعلان اعتزاله، يقود الحنين الحارثي للعودة إلى نادي النصر، ولكن هذه المرة ليس لاعباً ولكنه شرفياً، وكأنه يمرر رسالة اعتذار للمدرج الأصفر على مأعتبروه "خطيئة" لا تغتفر ويطلب منهم السماح والغفران، وإن كان الثمن هذه المرة من ماله الخاص داعماً شرفياً لناديهم.