النصر الأقل..
حتى يثبت العكس
من حق عشاق النصر الفخر بناديهم والتباهي بما وصل إليه بعد اعتلاء عرش الكرة السعودية فنيًّا بوصفه بطلًا للدوري في الموسم المنصرم، وماليًّا كونه الأكثر قيمةً سوقية بين الأندية في الموسم الجاري، وهذا الأمر بطبيعة الحال يغيظ منافسيه وخصومه، ويسبِّب لهم اضطرابًا واحتقانًا في التعاطي مع الحدث، وطريقة تناوله، على الرغم من أن موقع ترانسفير ماركت العالمي، المتخصِّص في حركة الانتقالات لكل الأندية في جميع الدوريات في العالم، الذي نصَّب النصر حاليًّا في هذه المكانة، فعلها مع أندية أخرى في مواسم سابقة.
القيمة السوقية لها طابع اقتصادي، ولا تقتصر المنافسة فيها على الفوز بالمباريات والبطولات فقط، فاللاعبون الأفذاذ، وشعبية النادي الجماهيرية، وقوته في مواقع التواصل الاجتماعي، وإمكاناته، وربحيته عوامل لها دور في ذلك التصاعد، حتى دوري أبطال آسيا يسهم في زيادة القيمة السوقية، وللفريق سابقة في ذلك لكنها لم تُحدث تلك الجلبة!
الإدارات النصراوية الثلاث المتعاقبة على النادي، وعملها التراكمي، أنتج هذا التفوق المتصاعد، فالرئيس الأسبق فيصل بن تركي، سجل في عهده حزمة من التعاقدات المحلية المؤثرة، بينما أحدث الرئيس السابق سعود السويلم ثورةً بكل معنى الكلمة باستقطاب لاعبين أجانب لامعين وذوي جودة فنية فائقة لم تشهد ملاعبنا مثلهم على مدى تاريخها، في حين جاءت الإدارة الحالية لتحافظ على تلك المكتسبات، وتُبقي على لاعبيها النجوم على الرغم من العواصف التي واجهتها في كثير من الجوانب الإدارية والمالية والفنية، وفي ظل المدة الزمنية التي تولَّت فيها زمام الأمور.
الجميل في النصر أنه حقق ذلك على الرغم من الدعم الذي يعد الأقل مقارنةً مع بقية الأندية الكبيرة في الموسم الماضي، وهذا ما أكده رئيس النصر السابق سعود السويلم في حديث متلفز، شهد كثيرًا من ردود الأفعال، ولم يثبُت حتى ساعته ما ينفي كلامه، الذي جاء فيه "والكلام للسويلم"، أن:
"الهيئة دعمت كل الأندية، لكنَّ نادي النصر كان الأقل دعمًا بين الأندية الأربعة الكبيرة، وأتحدى في ذلك، وأتمنى إظهار الأرقام".
سمو رئيس الهيئة الأمير عبد العزيز الفيصل لم يشأ الإشارة في معرض حواره السابق مع "عكاظ" إلى دعم الأندية في الموسم الماضي. لماذا لم يعلن ما تم تقديمه لكل ناد أسوة بالموسم الجاري؟ حيث جاء رد سموه، أنه:
"يُفترض أن يكون حديثنا دائمًا عن المستقبل، لأنه الأساس، أما المرحلة الماضية فقد انتهت وأغلقت".
لذا يبقى النصر أقل الأندية دعمًا حتى تظهر أرقام الدعم رسميًّا، ومع ذلك كان أكثر الأندية جودة وتميزًا بلاعبيه وفريقه البطل الاستثنائي.