جرعة
الوطنية
لست مع المزايدة على وطنية أحد، ولا أؤيد وضع معايير للحس الوطني يحددها من يفصّل الوطنية بطريقته الخاصة، ولكنني مع ضرورة استشعار الحس الوطني في كل تصرفاتنا التي تنسب للوطن حين يقال إن هذا السلوك "سعودي" وتلك الحركة "سعودية"، وعليه فإن من واجبنا أن نكون سفراء للوطن الذي نعشق ترابه أينما حللنا وارتحلنا، وربما هو قدر "السعودية العظمى" أن يتم تسليط الضوء عليها، ولذلك أكتب اليوم عن "جرعة الوطنية".
"في المدارس" مادة التربية الوطنية، مسؤولة عن تعليم الصغار المعنى الحقيقي للوطنية، وكيف يمثلون وطنهم خير تمثيل في جميع سلوكياتهم داخل المدرسة وخارجها، فحين يتعلم الطالب الوقوف في الطابور واحترام المعلم والجدية بالدراسة والنزاهة بالامتحانات والانضباط بالصف وغيرها من السلوكيات الإيجابية، سينعكس ذلك حتمًا على سلوكه العام، ليصبح بعون الله مواطنًا صالحًا خارج أسوار المدرسة، وستزداد عنده تبعًا لذلك "جرعة الوطنية".
"في البيت" خلف الأبواب المغلقة يقوم الأهل بالدور الأكبر في غرس "الوطنية" في عقول أبناء الأسرة، الذين يتابعون البرامج التلفزيونية ويناقشون هاشتاقات السوشال ميديا ويعلقون على مختلف الأحداث، وهنا يبرز دور المعلمين خارج المدارس حين يتبنى الآباء والأمهات مواقفهم الداعمة أو الرافضة للقضايا العامة التي لها علاقة بتحديد "جرعة الوطنية".
"في الإعلام" بكل أنواعه التقليدية والحديثة يؤتمن الإعلامي على عقل المتلقي الذي قد يفوقه في العلم والدراية، لكن ما يراه ويسمعه يؤثر حتمًا في حكمه على الأمور وتقديره لأبعادها، ولولا القدرة الهائلة للإعلام على تغيير الرأي العام لما أنفقت الدول والشركات كل تلك الأموال لاستثمار الإعلام في التأثير على الفكر، ومن أمثلته التأثير على "جرعة الوطنية".
تغريدة Tweet:
مثلما بدأت بعدم المزايدة على وطنية أحد، أقول بكل فخر أننا شعب محب لوطنه ومستعد أن يفديه بكل ما يملك، وأثق أنكم ترددون معي: "روحي وما ملكت يداي فداه وطني الحبيب ومن أحب سواه"، وتتفقون مع مقولة الرئيس الأمريكي كينيدي: "لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك وطنك، بل اسأل ماذا يمكن أنت تقدم أنت لوطنك"، واشعر بارتياح كبير أن "جرعة الوطنية" تزايدت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ مع انطلاق "رؤية 2030" التي تسعى لتمكين الشباب وتحسين جودة الحياة، وعلى منصات جرعة الوطنية نلتقي،