ياسر المسحل في أول مئة يوم
في التاسع والعشرين من يونيو الماضي تم تزكية ياسر المسحل رئيساً لاتحاد كرة القدم بعد فوز قائمته التي ضمت عشرة أعضاء لدورة تستمر حتى عام 2023، ويصادف إكمال المسحل أول مئة يوم في سدة الرئاسة، ولأن مثل هذه المدة قصيرة جداً قياساً بما سيقضيه خلال السنوات الأربع التي توازي 1460 يومًا مقارنة مع المئة اليوم الحالية، لكنها بالتأكيد تمثل مؤشرًا وجس نبض لما ننتظره في القادم من الأيام.
يتكئ ياسر المسحل على خبرة تراكمية بدأت من عمله في القطاع الخاص ودراسته في الإدارة الرياضية، ومرورًا بتوليه دوري المحترفين ونائب رئيس اتحاد الكرة وعضوية اللجنة التأديبية ـ الانضباط ـ في الاتحادين الآسيوي والدولي، ما يعني أننا أمام شخصية ذات إلمام بشؤون الوسط الرياضي، وتتوافر فيها مقومات النجاح لإعادة هيبة وقوة اتحاد اللعبة التي تهاوت بعد رئاسة أحمد عيد.
قدم المسحل خلال فترة ترشحه برنامجه الانتخابي الذي احتوى على ست عشرة استراتيجية، ومثل تلك الاستراتيجيات لا يمكن الوقوف أمامها حاليًا كونها تحتاج إلى مزيد من الوقت، لكن هناك جوانب إيجابية مبكرة تحسب له بدءاً من تصديه الإعلامي وحضوره اللافت في كثير من المشاركات والمداخلات كمتحدث لبق وقادر على الإقناع وانفتاح فريق عمله في التواصل الإعلامي، وتسريعه التعاقد مع اسمين بارزين وهما مدرب للمنتخب والذي بقي ملفه معلقًا منذ خروج المنتخب من المونديال، وكذلك التعاقد مع الإسباني تريساكو وتوليه رئاسة لجنة الحكام بعد فترة غير زاهية مع الإنجليزي مارك كلاتنبيرج وبدئه في تنويع استضافة المباريات الدولية.
بالمقابل هناك تساؤلات وأسئلة حائرة عن وعود قطعها في تطوير استخدام تقنية الفيديو وما نشاهده في الواقع لا يعكس أي تقدم منتظر، في ظل الأخطاء الفادحة التي ظهرت وكشفت أننا أمام عمل لا يرقى لدوري المحترفين، إلى جانب الضبابية التي وجدته مباراة كأس السوبر في تحديد زمانه ومكانه، وارتباك الأندية بإلغاء مقاعد لاعبي الأجانب على بند الاستثمار، ثم إعادته ثانية ما سبب بعض الخسائر لأندية تخلصت من لاعبيها بعقود مالية أقل من المنتظر، كما أن الوعود في إنشاء رابطة اللاعبين المحترفين وتأسيس رابطة المدربين السعوديين لا تزال حبيسة الأدراج، فيما لا يزال السؤال قائمًا عن أهمية كرسي نائب الرئيس في اتحاد الكرة الذي لم يظهر له دور إعلامي وعملي منذ الاجتماع الأول.