موسم الرياض والذوق العام
يرتدي ثوبًا في أصله أبيض.. شماغه متعطش للماء والصابون.. مظهره يرثى له.. مشيته غريبة.. نظراته مريبة.. سلوكه ليس بعيدًا عن شكله العام.. بالمختصر هو "درباوي أو ما شابه"..
هذا الشخص المزعج بصريًّا وصوتيًّا عندما ينزل في جنة يحولها إلى خرابة.. وإذا وطأت قدماه مكانًا هادئًا جعلته صاخبًا..
لا يتحرك بمفرده.. بل معه مساعدون يحملون "اللوك" ذاته.. والتصرفات نفسها.. رقصات غريبة.. أصوات مزعجة..
يحاولون لفت الأنظار بأي طريقة.. بعضهم يتمادى في مضايقة من حوله..
هناك للأسف من يبرر لهم هذا التصرف ويقول هؤلاء مراهقون "يكبرون ويعقلون"..
هنا أتساءل: ما ذنب المجتمع لينتظر نضوجهم؟ وهل نحن مجبورون على تحملهم بحجة أنهم مراهقون؟ وفي حال نضجوا: هل تضمن بأنهم سيكونون آخر سلالة الدرباوية؟
بعض الأطفال يتابعونهم ويرونهم قدوة.. لذا سنعيش في دوامة لا تنتهي..
موسم الرياض..
كل شيء جميل ورائع.. مليارات الريالات دفعت.. العمل ليلاً ونهارًا.. فعالية عالمية هنا وأخرى هناك.. الأعين لا تصدق ما تراه في واحد من أكبر مواسم الفعاليات ليس في السعودية فحسب.. بل تخطى ذلك..
القائمون على الهيئة العامة للترفيه بقيادة عرابها تركي آل الشيخ همّهم تسخيّر كافة الإمكانات للمواطنين والمقيمين والزوار..
ضربوا الصحراء فجعلوها خضراء..
نافورة ترقص.. ملاهٍ تدور.. حفلات تطرب.. أشعار تهمس.. مطاعم تبهج.. ومتنزهات تزهر.. الرياض تضحك..
فعاليات لا تعد ولا تحصى دفع فيها الغالي والنفيس.. المستفيد نحن والعائد لوطننا الغالي..
الموسم سجل إعجابات عدة في فترة وجيزة.. أبو ناصر وفريقه كسبوا الرهان..
استوقفتني بعض الانتقادات في وسائل التواصل.. وهو حق مشروع.. لكن هل الانتقاد في محله أم فقط من أجل مآرب أخرى؟
هذا الدرباوي وأصدقاؤه "الظرفاء" تطأ أقدامهم أرض البوليفارد الذي دفع فيه مئات الملايين من الريالات.. وجلب له أفضل المطاعم والكافيهات.. ليمارسوا تصرفاتهم غير المسؤولة.. يوثّق ما يفعلون في مقطع فيديو.. وسائل التواصل الاجتماعي تتداول تلك التصرفات الحمقاء فيخرج ناقمون ليعلقوا ويكتبوا: "هذا موسم الرياض.. شوفوا"..
يا عزيزي المنتقد "الحاقد".. هل تدرك ما تقول أو تكتب؟ وهل تدرك أيضًا أن المجتمع ليس سطحيًّا لأن تستعطفه بكلمات ليصدقك؟ فهل حكمت على موسم الرياض بالفشل بسبب تصرفات الطائشين؟
فيرد تساؤل آخر: هل دور هيئة الترفيه هو تربية هؤلاء أو إعادة إصلاحهم؟
الهيئة قامت بالدور المناط بها ووفرت الإمكانات للخروج بموسم يليق باسم الرياض ونجحت في ذلك.. فليس من اختصاصها أن تعيد هؤلاء الحمقى إلى "الجادة".. هي ركّزت على "الجادة" وجعلت منها شيئًا جميلاً..
الانتقاد يجب أن يوجه لمرتكبي الأخطاء.. الهيئة لم تخطئ في فعالياتها وتنظيمها وإشرافها..
وكم أتمنى أن يتم التشهير بمن يعكر صفو الموسم، من خلال تطبيق لوائح الذوق العام عليهم ويكونوا عبرة.. لأن الذوق عندهم يتمتع بإجازة لن تطول.. ومن بين الحلول
أتمنى من المسؤولين عن الفعاليات أن يمنعوا دخولهم، وفي حال تمادى الأمر فيتخذ في حقهم إجراءات رادعة..
أما الحاقدون الناقمون على الموسم لي معهم وقفة أخرى..