ماجد..
أعرض عن هذا
لأن لك محبةً كبيرة في قلوب جماهير الكرة عامةً، والنصر بشكل خاص، بل وتجاوزت ذلك إلى المجتمع السعودي بأكمله، ولأن اسمك أصبح محفورًا في ذاكرة الجميع بأهدافك ومستواك وأخلاقك وتاريخك المشرق حتى أصبحت أيقونة وعلامة فارقة لم يصل إليها لاعب مرَّ على الكرة السعودية، لذا لزامًا أن نقول لأسطورة الرياضة ماجد عبد الله: أعرض عن هذا.
منذ أن تعاملت مع ماجد عبد الله اللاعب والنجم والإنسان في أوج نجوميته الكاسحة، وشهرته الطاغية، وهو يأسرك بأخلاقه وطيبته ورزانته في الحديث، ويأسر القلوب داخل الملعب بنجوميته ومهاراته وأهدافه، وهي خصال لا تتوافر في لاعبين آخرين مهما كانت شهرتهم ونجوميتهم، كونهم لا يتمتعون بتلك الصفات والخصال، لذا تجد الحب الجارف الذي ناله، والمجد الذي جمعه من أطرافه.
قال الرمز الكبير الأمير عبد الرحمن بن سعود، رحمه الله، في أحد تصريحاته الشهيرة: إن ماجد عبد الله نجم كبير لا يُقارن بأي لاعب في تاريخ الكرة السعودية خلقًا ولعبًا ومستوى، لكن أن يكون أكبر من الجماهير النصراوية لا وألف لا... لا ماجد، ولا عبد الرحمن بن سعود، ولا غيره من النجوم أقوى من الكيان، والجميع يستمد قوته من جمهوره وكيانه العظيم.
أسوق هذه المقدمة بعد أن أصبح ماجد عبد الله في المدة الأخيرة حديث المجالس النصراوية ليس بأهدافه وقدراته الخارقه التي يتغنى بها الجميع، وإنما بأحاديثه "الشاطحة" لجمهور النصر، فهو تارة يتحدث بطريقة مستفزة عن إدارات النصر بدءًا بإدارة الأمير فيصل بن تركي، ثم إدارة سعود السويلم، وتارة أخرى يتحدث عن مدربي النصر، كما يغرد عن لاعب بانتقاد لاذع ما يتسبَّب في هبوط مستواه، ويدافع عن آخر لمجرد صداقة بينهما، كل هذا وجمهور النصر متمالكٌ نفسه من تلك الأحاديث غير التوافقية التي لم يعتدها من لاعب بحجم ومكانة ماجد عبد الله!
قد نُحسن الظن بأن هناك خطأ إداريًّا عند إدارة ما، أو مدرب ما، ويريد ماجد تقويمه، لكن أن يستمر في هذا التعاطي، ويكرر ذلك مع إدارات مختلفة، ولاعبين ومدربين أحدهم يحتل المرتبة الأولى بين المدربين في الدوري كفاءةً وبراعةً، فهذا أمر يثير التساؤل والشكوك في أحاديث ماجد التصادمية!
لن أقول مثلما قال بعضهم إن هناك مَن يحاول إقحام ماجد في مثل تلك التصادمات مع إدارات النادي ولاعبيه بذريعة النقد بحكم أن هؤلاء الخفافيش لا يستطيعون مواجهة الجمهور، فيضعون النجم الأول كبش فداء في مواجهة الجماهير، لكن أقول لماجد: لا تستفز محبيك لأن صبرهم سينفد!