لم
أكن ألعب!
يقول: بعيدًا عن الكتب والشعر وكلام الفلسفة أو حتى كلام الأغاني، بعيدًا عن المسرح والسينما، أعطني من تجربتك في الحياة أهم ما يمكن لك قوله ممّا تعتقد بأهميته ونفعه!.
ـ وأقول: ليس عندي ما أعتقد بأهميته ونفعه للدرجة التي تظن. لكني أتساءل: لماذا تستبعد، وبطغيان جارف، كل هذا الذي قمتَ باستبعاده في الطلب ومنه؟!. لماذا أردت أن أُعطيك ما تحسب أنه لديّ، خلوًا من كتب الروايات والفلسفة والشعر، معزولًا عن أثر السينما والرسم والأغنية؟!.
ـ تدري لماذا؟! أقول لك: لأنك تعتبر أن كل هذه الفنون والآداب كماليات ولزوم زركشة ومباهاة فارغتين ليس إلا!.
ـ ربما أردتَ اختباري بعيدًا عنها!. لا أعني أنك تقصد سوءًا، لكن ربّما تكون هذه الرغبة دفينة لدرجة أنك تستشعرها الآن، الآن فقط، تحديدًا بعد أن أشرتُ إليك بتحسّسها في داخلك!.
ـ إنْ كان الأمر كذلك، أو فيه من ذلك، فسأعطيك النتيجة: أنا فاشل في مثل هذا الاختبار!. بإمكانك أن تسعد أو تحزن أو تستغرب أو تهنئ نفسك على صحة ظنونك وتوقعاتك. المسألة متعلقة بك!.
ـ لا يمكن لي فصل أي فكرة أعتقد بها، خارج هذه الفنون والآداب التي انغمست بها عمري كله، وسأواصل ذلك ما وسعني الأمر!. لم أكن ألعب!.
ـ نعم، تحققتْ في هذه الرحلة مسرّات ومُتَع ومباهج، وكثير من المَرَح، لكنني لم أكن ألعب، أو على الأقل لم يكن اللعب بالمعنى الذي تظنّه حسبما هو مدفون في عميق قولك!.
ـ لا أقدر أن آتيك عاريًا، يمنعني الحياء ويصدّني الأدب وتردّني الفطرة!. كذلك لا أقدر أنْ آتيك فارغًا!، بمعزل عن كل ما سكنني من روائع الفنون والأدب ومن قراءة الكتب بشكل خاص!. الأولى: لا أقدر بمعنى لا أريد. الثانية: لا أقدر بمعنى أنني حتى فيما لو أردتُ فإنني لا أستطيع!.