الاستمتاع
بمشاهدة الرياضة
أصبحت السعودية اليوم عاصمة لكثير من الرياضات، لم تعد كرة القدم وحدها تنفرد بجذب الجماهير في المدرجات.
حراك لا يهدأ، تستضيف السعودية أحداثاً رياضية عالمية في ألعاب مختلفة على سبيل المثال التنس الأرضي، الملاكمة، المصارعة، سباق السيارات، الشطرنج وغيرها من الألعاب المختلفة.
السؤال المهم هنا:
كيف نجذب الجماهير السعودية للاستمتاع بهذه الرياضات الجديدة في وسطنا الرياضي؟
لا يمكن أن تستمتع بمتابعة أي رياضة إلا بفهم قانون اللعبة. الجهل بقوانين الكثير من الألعاب، جعلنا لا نتابعها ولا نهتم بها.
جرَّب أن تقرأ عن قواعد اللعب في رياضة لم تهتم بها من قبل، وبعد ذلك شاهد مباراة، ستشعر بمتعة كبيرة لأنك تفهم كافة التفاصيل القانونية.
حبنا لمشاهدة كرة القدم، يأتي من تعلُّمنا في المدرسة وملعب الحارة أساسيات قانونها، لذا تبدو لنا أكثر قربًا من أي رياضة أخرى.
تأمل من حولك عشاق الرياضة، ستجد الكثير منهم يرددون هذه العبارة:
“لا أحب إلا مشاهدة كرة القدم”.
الكثير مثلهم يعيشون اليوم في سجن اللعبة الأكثر شعبية عالميًّا، ويحرمون أنفسهم من الاستمتاع بمشاهدة ألعاب رياضية أخرى.
الرياضة مثل حديقة في الربيع، تتنوَّع فيها الأزهار، وتتعدَّد ألوان طبيعة المكان، لا تجعل نفسك أسيرًا، تعيش في جلباب لعبة واحدة لا أكثر.
لا يبقى إلا أن أقول:
لي تجربةٌ شخصيةٌ مع لعبة كرة القدم الأمريكية، إذ لم أتابعها إلا بعد الابتعاث إلى أمريكا، والسبب يعود إلى فضولي في معرفة شغف “الأمريكان” بهذه الرياضة التي تعد اللعبة الشعبية الأولى لديهم. في المرة الأولى ذهبت إلى الملعب، لكنني لم أستمتع بتفاصيل المباراة، لأنني كنت أجهل قوانين اللعبة.
اليوم، وبعد فهم قوانين لعبة كرة القدم الأمريكية، أشعر بمتعة كبيرة عند مشاهدة مبارياتها، واكتشفت أنه لا يمكن أن تشعر بروح أي رياضة وأنت جاهلٌ قوانينها.
أقترح أن يكون هناك تعاون بين اللجنة الأولمبية السعودية، ووزارة التعليم بنشر ثقافة الألعاب المختلفة في المدارس عبر تأهيل معلمي التربية البدنية في برامج مختصة، تضمن نشر ثقافة الكثير من الألعاب بين الطلاب.
من المهم أن يكون في أي مجتمع تنوُّعٌ في الاهتمام بأكثر من نشاط رياضي لضمان ولادة مواهب وأبطال فيها، وهذا التنوُّع يزيد فرصة المنتخبات السعودية في تحقيق إنجازات خارجية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.