مجلس
الحكماء
يأسرني استمرار تواصل الهيئات والاتحادات والأندية الأوروبية مع الرموز والشخصيات التي خدمت الرياضة كصورة جميلة من صور الوفاء، ففي كل مؤتمر أو مناسبة رياضية عالمية أحضرها على مستوى الفيفا أو أوروبا، أشاهد شخصيات كبيرة في السن أعلم يقيناً أنها قد ودعت الملاعب والمكاتب الرياضية، لكن القائمين على الشأن الرياضي يحفظون لهم تاريخهم فيستضيفونهم في المحافل الكبرى ويستشيرونهم وكأنهم في “مجلس الحكماء”.
قبل أيام وصلتني صورة جميلة جمعت “د. صالح بن ناصر” مع “منصور الخضيري” وبينهما “عبد الرحمن الدهام” الذي كانا يزورانه في جلسة مساء الاثنين الدائمة عنده، تلك الرموز وغيرها كثير خدمت الرياضة السعودية لعشرات السنين، لكن سنة الحياة أحالتهم للتقاعد فسلموا الراية لمن جاء بعدهم، لكن التوقف عن العمل المكتبي لا يعني نضوب المخزون المعرفي، بل ربما يزداد حين يجد الخبير وقتاً أطول للتأمل والتفكر بعد مغادرة المكتب المزدحم بالعمل والمعاملات، ومن هنا تأتي أهمية استثمار خبراتهم المتراكمة من خلال “مجلس الحكماء”.
هناك ألف طريقة وطريقة للاستفادة من “الخبراء” لعلها تبدأ بدعوتهم للمناسبات الكبيرة التي تعزز “ثقافة الوفاء” مثل حفلات الجوائز والتكريم والمؤتمرات، وقد تصل إلى لقاء سنوي يجمعهم بشكل غير رسمي يستعيدون فيه ذكريات الماضي ليتم استلهام الدروس منها، وربما يكون في ذلك اللقاء جلسات عصف ذهني يشترك فيها المخضرمون والشباب لتلاقح الأفكار، ويقيني أن القادة الجدد سيستفيدون كثيراً من تلك الجلسات في معرفة البدايات والتعرف على الصعوبات وبناء العلاقات وغيرها من الدروس التي سيخرجون بها من “مجلس الحكماء”.
تغريدة tweet:
قبل أسابيع قامت اللجنة السعودية الأولمبية بتكريم الأمير “سلطان بن فهد” بجائزة القائد الأولمبي المميز، ويشكر على هذه المبادرة الرائدة رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير “عبد العزيز بن تركي الفيصل”، ويقيني أنها ستكون عادة سنوية لتكريم المزيد من القادة الذين ترجلوا عن مراكز القيادة، وربما تكون مناسبة مثالية لدعوة الشخصيات الرياضية المميزة والمتقاعدة لهذا اللقاء السنوي الذي سيكون فرصة لتلاقي الأحبة من الرياضيين في أجواء احتفالية تليق بهم، يصاحبها ورش عمل تستفيد من خبراتهم وتجاربهم وعلاقاتهم، فمن أكبر الأخطاء التي نعاني منها انقطاع الأجيال عن الأجيال فيضيع معها الكثير من البناء اللوجستي الذي يستحيل تعويضه إذا انقطع، وعلى منصات مجلس الحكماء نلتقي.