2020-01-17 | 22:40 مقالات

دائرة الشك

مشاركة الخبر      

تلقيت ردود أفعال كثيرة ومتباينة حيال مقالي “دَعْ ما يُريبك” الذي استندت فيه على قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة”، وكان غالبية من تواصل معي يؤكد أن “الريبة” تزايدت لدى الجمهور الرياضي بمختلف ميوله، فأصبح لا يثق بظروف المباريات وأدخل كثيرين في “دائرة الشك”.
يستوقفني مشجع متحمس ويتساءل: “كيف أثق في التحكيم وأنا أشاهد الحكم الذي يرتكب أكبر الأخطاء يعود سريعاً للتحكيم رغم كثرة الخيارات؟”، وأحاول أن أشرح له ظروف الدوريات الأخرى وحاجتها لأفضل حكامها، فيصدمني بالمقارنة مع بداية الموسم الماضي حين كان نخبة حكام أوروبا يديرون مبارياتنا، وقد يأتي الحكم المميز فتخذله غرفة VAR فتصعب استعادة ثقة الجمهور والأندية والإعلام في “التحكيم” وإخراج الأبرياء من “دائرة الشك”.
تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع واضحة تؤكد التباين في تعامل غرفة VAR من حيث استدعاء الحكم ولفت انتباهه للحالات التحكيمية وعدد زوايا الإعادة ونوعيتها ووضوحها، وكأنها تملي القرار على الحكم الذي لا يرى إلا ما يعرض عليه في الشاشة الصغيرة، وبعد اتخاذ القرار يصعق المشاهد بلقطات أوضح يعرضها المخرج لو شاهدها الحكم لتغير قراره 180 درجة، ثم تأتي الفقرات التحكيمية في برامج السهرة لتعرض جميع اللقطات وتوضح بما لا يدع مجالاً للشك أخطاء واضحة تضع بعضهم في “دائرة الشك”.
تغريدة tweet:
للخروج من “دائرة الشك” أقدم ثلاثة مقترحات كانت نتاج حوارات متعددة مع المهتمين والخبراء: أولاً يجب وضع معايير عالية جداً لاختيار طواقم التحكيم للملعب والفيديو تعلن ولا يمكن التنازل عنها مع استبعاد أي حكم يرتكب أخطاء واضحة، ثانياً تلزم غرفة VAR بعرض جميع اللقطات المختلفة للحكم حتى يتخذ قراره على بينة، وثالثاً يتم التعاقد مع شركة إنتاج ونقل تلفزيوني من الشركات التي تنقل الدوريات الخمس الكبرى ودوري الأبطال، فطالما نستعين بالحكم الأجنبي واللاعب الأجنبي والمدرب الأجنبي فلماذا نتوقف عند الناقل المحلي الذي أثبتت التجربة عجزه عن مواكبة النقلة النوعية وتحقيق طموح الوسط الرياضي، ويقيني أن التحرك السريع لإنقاذ الموقف سيعيد “الثقة المفقودة” وسترتفع بذلك قيمة الكرة السعودية، ويمكن تسويقها خارجياً من خلال الناقل العالمي، وعلى منصات الثقة واليقين نلتقي.