نشر
التعصب
“التعصب” فكر وسلوك موجود في جميع المجتمعات الرياضية بنسب متفاوتة تبدأ بالأفكار والأقوال والكتابات المتطرفة وتنتهي بالأفعال المتطرفة التي تصل للقتل أحياناً، هذا الواقع الأليم يعرفه من يتابع الرياضة المحلية والعالمية على حد سواء والشواهد على ذلك كثيرة دون حاجة لسرد بعضها، ورغم عجز المنظمات الرياضية في القضاء على تلك الآفة، إلا أنها تسعى دومًا لسن الأنظمة والقوانين التي تساهم في الحد من “نشر التعصب”.
في أوروبا مهد كرة القدم لم يستطع الاتحاد الأوروبي والاتحادات المحلية القضاء على العنصرية أو الشغب كنواتج للتعصب، إلا أنها لا تسمح لكاميرات النقل أو وسائل الإعلام أن تنشر تلك المقاطع حتى لا يحظى المتسببون فيها بالشهرة التي يبحثون عنها، فيكتفى بنشر العقوبات الصارمة التي يكون أبسطها الحرمان من حضور المباريات لمدة طويلة، وربما تصل للحرمان الأبدي من الملاعب والسجن والغرامة لكل من يساهم في “نشر التعصب”.
بينما في بعض البلاد التي يفترض أن تكون أحرص على القيم تبادر المواقع الرسمية قبل غيرها بنقل وجهات النظر المتعصبة وتسارع الجماهير إلى زيادة المتابعة والنشر عبر جميع الوسائل، حتى أصبح فكر التعصب أكثر انتشاراً من صوت الوعي بحجة أنه الأكثر تشويقاً وتسويقاً، فضاقت المساحات على كل من يحاول شن الحرب على “نشر التعصب”.
كلنا مسؤولون ومساهمون في توجيه الرأي العام بدرجات مختلفة، ففي يد كل فرد هاتف ذكي يستطيع من خلاله نشر الفكر الذي يؤمن به، وأمام شاشة التلفزيون نمسك جهاز التحكم ونختار البرنامج الذي يتناسب مع توجهاتنا، وحجم المتابعة والتفاعل هو الذي يساهم في توجيه المجتمع الرياضي ودرجة “نشر التعصب”.
تغريدة tweet:
ويبقى الدور الأكبر على الجهات الرسمية القادرة على سنّ الأنظمة والقوانين الرادعة لمنع المتعصبين من إذكاء هذه النار التي أصبحت فتنة تفرق أبناء المجتمع الواحد، وأملي كبير وثقتي أكبر في أن تبشرنا الأيام القادمة بتضافر الجهود للحد من التعصب وفتح الأبواب والنوافذ للطرح الخالي من الألفاظ النابية والإسقاطات السلبية التي تشبه الشرارة التي تشعل الحريق، كما أراهن على جيل قادم يميز العقلاء عن المتعصبين، فيدعم الأول ويدير ظهره للثاني، فيساهم الجمهور في حركة التصحيح ويستعيد الوسط الرياضي سماته الجميلة التي شوهها التعصب والمتعصبون، وعلى منصات الوعي نلتقي،