الكرة
بعد زمن كورونا
لا يمكن تخيل عالم بلا كرة قدم، لكن الكرة ليست أعظم ما بالحياة إذا وضعت بميزان مع صحة الإنسان وسلامته، نحن نعيش زمن حرب حقيقية “حياة أو موت” بين كورونا والبشرية، تقبل حياة شبه فارغة من الأنشطة اليومية المعتادة ضرب من الجنون، لكنه أمر فرضته الأزمة الحالية بعد بقاء المدن للأشباح فترة حظر التجول الذي وضعته الدول حفاظًا على سلامة البشر، هذه الجائحة ستلقي بظلالها على كرة القدم وستكون فرصة لإعادة ترتيب أوضاعها حول العالم وستدخل عهدًا جديدًا بعد كورونا، والخسائر ستظهر تباعًا بعد نهاية زمن الفيروس وتوقفه عن العبث بصحة البشر ومصائرهم من إصابات وموت،
وكأي وباء لكورونا انعكاساته السلبية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية.. للدول، وتأثير مباشر على كرة القدم والرياضة بوصفها قطاعًا من قطاعات المجتمع، كيف سيكون مستقبل كرة القدم بعد نهاية هذا الفيروس الذي تسبب بإيقافها بشكل غير مسبوق؟، وتكبد الدول واقتصادها الخسائر الضخمة لمحاربته، كورونا سيلقي بظلاله على المستديرة حيث سيبدأ الجميع بوضع استراتيجيات الخروج من هذا المأزق العالمي برسم خارطة طريق جديدة، بدءًا بدخول الأندية والاتحادات بدوامة مالية جماهيرية تاريخية غير مسبوقة على خلفية توقف البطولات والأزمة المالية الخانقة، وبالتغييرات القوية الجذرية على اللعبة الشعبية الأولى بالعالم؛ سوق الانتقالات عقود اللاعبين ورواتبهم الخيالية التي تضخمت دون مبرر الفترة الماضية، تأثيره على بورصة اللاعبين ومسار كرة القدم، حتى صفقات المئة مليون يورو ستصبح مشهدًا من الماضي لنيمار، مبابي، جريزمان، هازراد، رونالدو، ديمبلي، فيلكس، وبوجبا...، ومن غير المتوقع إبرام عقود هذه الفترة التي تقلصت فيها الدخول والاستثمارات بشكل كبير، كل شيء سيتغير بعد زمن كورونا، أزمة حقيقية تاريخية ستعيشها الدول فيما يخص التعويضات المادية وإشكاليات النواحي القانونية مع شبكات النقل... إلخ، ومن أبرز علامات أزمة كرة القدم الحالية تعليق المسابقات والبطولات حول العالم إشكاليات تحديد هوية الأبطال والمتأهلين للأدوار الحاسمة والهابطين ستبقى معلقة دون مصير، وإشكالية تداخل موسمين المنصرم المتأخر/المؤجل والموسم الجديد الذي سيبدأ بوقته هذا يعني جدول ممتلئ بالمباريات...إلخ.
أيضا إلغاء وتأجيل المنافسات الرياضية حول العالم سيلقي بظلاله السلبية الكوارثية على الدول بالخسائر الضخمة والباهضة ماديًّا، فتأجيل أولمبياد طوكيو هذا العام لصيف 2021 سيكلف اليابان 2.7 مليار دولار رسوم تأجير مواقع وحجز فنادق...إلخ، فكيف سيرتب العالم أوضاعه بعد كورونا؟، ألقاكم.