تكتلات
كورونا
في الأزمات العامة يفترض تقديم المصالح العامة على المصلحة الخاصة، ولذلك يلزم الجميع بيوتهم ويتنازلون عن حرياتهم الخاصة في التنقل من أجل تحقيق المصلحة العامة بمحاصرة فيروس كورونا ومنعه من الانتشار، ولكن طبيعة الإنسان أن يسعى بين وقت وآخر للتفكير الأناني في مصلحته الخاصة بالتنسيق مع من يشاركه المصلحة فتظهر “تكتلات كورونا”.
وفي عالم كرة القدم تتضارب المصالح بين الاتحادات والأندية والنجوم والإعلام والجماهير، في حين ينظم الاتحاد الدولي العلاقة بين الاتحادات والروابط حول العالم لا يوجد تنظيم فعال للجماهير، تبقى الأندية والنجوم والإعلام قادرين على تنظيم تكتلاتهم بنسب متفاوتة من دولة لأخرى، ولعل الأندية هي الأفضل تنظيماً وتنسيقا فيما بينها في بناء “تكتلات كورونا”.
فالأندية التي فقدت الأمل في تحقيق لقب الدوري ومعها الأندية التي تواجه شبح الهبوط تشكل أغلبية في كل مكان خصوصاً إذا اقترب الموسم من الانتهاء، ولذلك فمن مصلحة هذه الأندية إلغاء الدوري لتحقيق مصالحها الخاصة، وهو قرار ظالم في منطق المنطق لأنه لا ينصف الأندية التي بذلت جهداً واقتربت من اللقب والمقاعد الآسيوية، بل يكافئ الأندية التي لم تعمل وأصبحت على شفير الهبوط أو مناطق الدفء، ويمنح تلك الأندية فرصة إلغاء عقود نجومها مبكراً وتوفير راتب شهرين بدل تحمل امتداد الموسم ولذلك بدأت في “تكتلات كورونا”.
اللاعبون هم الحلقة الأضعف حيث لا يوجد في السعودية رابطة لاعبين تجمعهم وتوحد رأيهم الذي يحقق مصلحتهم ويحفظ حقوقهم، ولذلك أتوقع أن يتم تخفيض رواتبهم رغم أنهم يؤدون تدريباتهم وملتزمون بعقودهم لكن عدم توحيد صفوفهم سيجعلهم الخاسر من “تكتلات كورونا”.
تغريدة tweet:
ويبقى الإعلام الرياضي الحلقة الأقوى/الأضعف في هذا الموضوع، فهناك إعلام مؤثر يلعب دوراً قوياً في توجيه دفة الأزمة نحو القرارات التي تحقق ما يرونه مناسباً إما لتحقيق المصلحة العامة أو مصالح الأندية التي يميلون إليها، وهناك إعلام متفرغ للإثارة والإسقاطات ومشغول بالمناكفات ولا يلتفت للقضايا الكبيرة التي تؤثر على مصير كرة القدم، والمتابع الفطن يستطيع التمييز بين الأصوات والتيارات الإعلامية وفق تعاملها مع أزمة كورونا، وقد كتبت أكثر من مرة أنني مع استكمال الدوري ولو بعد حين لأنه الحل العادل الوحيد الذي يحفظ للجميع حقوقهم العادلة، وعلى منصات العدالة نلتقي.