أصعب
رمضان
نتفق بأن “رمضان” المبارك أفضل شهور السنة بالنسبة لكل مسلم يستمتع بكل تفاصيل الشهر الفضيل، فكل شيء فيه يجعله محبباً للنفس رغم التحول الكبير جدول اليوم الذي يعني السهر في الوقت المعتاد للنوم وتغيير كامل مواعيد الطعام الذي يصبح ألذ باجتماع الأحبة حول مائدة الإفطار، ونزداد فيه قرباً إلى الله بالصيام والطاعات والتراويح التي تملأ المساجد بالمصلين والدعاء، ولكننا سنفتقد ذلك هذا الشهر بسبب جائحة كورونا التي جعلته “أصعب رمضان”.
لم يشهد التاريخ الحديث أمراً مشابهاً لفيروس “كوفيد 19” الذي أرهق الدول العظمى قبل الصغرى وجعل الزعماء يعانون والحكماء يحتارون والعلماء يعجزون والبسطاء ينتظرون والجميع يتوقعون ولا يصيبون، فقد أثبت الإنسان عجزه أمام أصغر مخلوقات الله المعجزة التي لا ترى بالميكروسكوب العادي ومع ذلك تحول شهرنا المفضل إلى “أصعب رمضان”.
بسبب “كورونا” ستبدأ غداً امتحانات طلاب الجامعة بعيداً عن الجامعات، فقد أجبرتنا الجائحة على المكوث في بيوتنا والتعلم عن بعد بما في ذلك الامتحانات النهائية التي سيقع فيها الطلاب تحت رحمة التقنية التي قد تخذلهم بسبب الشبكة أو البرامج أو الكهرباء أو غيرها، وعلينا نحن أعضاء هيئة التدريس أن نأخذ ذلك في الحسبان ونتعاطف مع الطلبة الذين بذلوا مثلنا أضعاف الجهد بسبب التعليم عن بعد، ولذلك سنواجه الكثير من التحديات في “أصعب رمضان”.
“السعودية العظمى” تواجه التحديات وتتفوق عليها كل مرة بفضل حكمة القيادة التي تدير الأزمة بشكل مثالي، وأشعر بالطمأنينة من حديث الوزراء المعنيين بالصحة والتعليم والمالية وغيرها من القطاعات التي تواصل العمل ليل نهار لتحقيق التوازن في “أصعب رمضان”.
تغريدة tweet:
إن الاستماع للمؤتمر الإعلامي اليوم للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يؤكد لنا صعوبة هذه الأزمة واستحالة الإحاطة بتحولاتها، وقد زادت قناعتي بأن الحل الأمثل هو الاستماع لتوجيهات الحكومة وتنفيذها إذا أردنا الخروج من عنق الزجاجة أو رؤية الضوء في نهاية النفق، وبمقارنة أرقام كورونا في دول العالم مع الأخذ بالاعتبار عدد السكان أشعر بالأمان حيال الإجراءات التي اتخذها وطني الحبيب، ويقيني أن تركيز الدعاء في شهر رمضان على جائحة “كورونا” سيكون عاملاً مساعداً على انتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله وكل عام وأنتم بخير، وعلى منصات الشهر الفضيل نلتقي.