المتصيدون «ياسامي» اعتذر!
المتصيدون فئة من الناس تقتات على أخطاء/ سقطات الآخر كزلات اللسان، ويجيدون الدخول بالنوايا بذمة بيضا وبال مستريح، يفكرون يتساءلون يحللون ويفندون على حسب أمزجتهم وأهوائهم!، وسامي الجابر النجم السعودي المثير للجدل دائمًا فتح النار على نفسه بحديثه للإعلام وإثارة التساؤلات والشكوك والريبة.
سامي بالملاعب ربما تعود على تلك الأجواء إذا سجل هدفًا شك يفسره المحب هدفًا شرعيًّا والكاره تسللاً! وهكذا الحال إداريًّا ومدربًا ورئيس نادٍ، فمثل هذه الأمور الجدلية تعود عليها، قلتها من سنوات إن سامي نوعية من البشر الناس تجاهها تسلك مسلكين لا ثالث لهما، فإما مع وبقوة أو عكس وبشدة ولا منطقة وسط بين الجنة والنار!، فمن الصعب إقناع المتعصبين ومتحجري العقول بأوساط الأمور، والدخول معهم بحالة صفاء وسلام مستحيلة ومعدومة!.
اختيار القناة لنجم مثير للجدل كسامي بهذا التوقيت الميت، دماغيًّا، رياضيًّا ذكاء وضربة إعلامية وقع سامي بفخها مكره لا بطل!، فحديثه عن الهلال وفخره به حق من حقوقه لاعبًا سابقًا، والهلال كيان يستحق وهو خارج إطار المنافسة بأرقامه وتاريخه وإنجازاته!.
مأخذي عليه وهو نجم أكن له كل تقدير واحترام حديثه عن جازان والأحساء، الذي لم يوفق فيه إطلاقًا ولن أجامل، قد تكون سقطة لسان/ عثرة/ زلة فتحت النار عليه من قبل المتصيدين الذين يقتاتون على زلات البشر، وأيضًا التعميم والحديث عن منطقة/ مدينة بوصف معين غير متقبل، فهاتان المدينتان بها العالم والمربي والأديب والفنان والطبيب والسياسي والرياضي.. إلخ، وبها من الجمهور المحب المتابع لسامي الكثير!.
أثق بعقلية سامي المتزنة الناضجة وثقافته والاعتذار والتبرير من شيم الكبار، فالكلمة كالقذيفة إذا لم نحسن استخدامها وكما قيل لسانك حصانك، فأعظم مصائب البشر من حصاد ألسنتهم أعجبني قول: “القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه”! وكما قيل “الملافظ سعد”.
وأقف عند ذكر الأحساء وجازان، وأتساءل هل يجب أن ندخل بباطن الأمور ونحلل ما بين السطور والنوايا أم نكتفي بظاهر القول ونقول بأنها مجرد “سقطة لسان”، ولسامي “اعتذر” حتى لا تجعل ثغرة المتصيدين تتسع أكثر!.
فاستقامة اللسان من الأمور الصعبة والمستحيلة، ولكل إنسان منا زلة وعثرة!، لكن هناك من يحلل ويفند ما بين السطور ولا يكتفي بظاهر الحديثّ فلنحذر!.