« سامي وماجد» حديث المفلسين
أصبح الحديث عن النجمين الكبيرين سامي الجابر وماجد عبد الله مادة خصبة/ دسمة لمن لا مادة له ولا وجهة فكرية مفلسي القنوات الذين يتنافسون هذه الأيام على التغريد خارج السرب وإشعال وتأجيج الشارع الرياضي بموضوعاتهم الجدلية العقيمة التافهة والقديمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كموضوع المقارنة الجدلية بين سامي وماجد.
والسؤال الدائم عن المهاجم الأفضل الذي مر على الكرة السعودية؟! فعقد مقارنات بين هذين النجمين فيه ظلم كبير والدخول في حلقة مفرغة من التساؤلات والنقاشات العقيمة، فمهما حاولنا إيجاد الأفضل كموهبة فلن نستطيع؛ فلكل منهما موهبته الخاصة ومميزاته التي تختلف عن الآخر، والحصاد الكروي، فهل من المنطقي عقد مقارنة بين شيئين مختلفين شكلاً ومضموناً؟! ومع ذلك فإن موضوع سامي وماجد سيبقى الجدل فيه قائمًا ما دام هناك نصر وهلال، لأن التنافس بين الناديين مؤخرًا تحول من الملعب الذي تفوق فيه الهلال بالبطولات لوجهة أخرى إعلامية وجماهيرية.
سامي وماجد إضافة كبيرة للكرة السعودية، قدما خلاصة موهبتهما وتاريخهما الكروي ومن الجحود نكران ذلك، وكلاهما أسطورة لفريقه والكرة السعودية، ولا منطق بجدل يجمع مقارنة بين الاثنين، فمهما حاولنا لن نستطيع كإيجاد التشابه والمفاضلة بين نوعين مختلفين من “المنبهات”، مع إننا نؤمن بأنها تنتمي جميعها لقائمة المنبهات و”صناعة الكيف”، ولكل منهما خواصه وشكله ولونه وطعمه وذائقته. فهناك من يفضل القهوة على الشاي وهناك العكس، وكل له أسبابه التي يقتنع بها وحده دون سواه.
لذا فنصيحتي لمفلسي القنوات “هواة الترزز” خلف الشاشات أن يختاروا من الموضوعات والطروحات ما هو مقنع للمشاهد والمتلقي والجمهور الرياضي، وقبلها للقناة التي يفترض بأن تحسن اختيار ضيوفها ومن يمثلها فهم واجهتها فكرًا وشكلاً، وأسلوب الطرح الهادئ المتزن العقلاني الذي ينظر للمصلحة العامة والكرة السعودية بعيدًا عن الأندية التي ليسوا سوى “أبواق” لها، والبعد عن الإساءة للرموز الرياضية والقامات التي خدمت الكرة السعودية، فهؤلاء قدموا عصارة فكرهم وإنتاجهم وسنوات العمر لخدمة الوطن والأندية بإنتاجهم الفكري والعملي، ومن الجحود وضعهما على طاولة التشريح الإعلامي العقيم الذي لا يفيد بشيء غير الصياح والجعجعة التي أصبحت شكل ومضمون هؤلاء بالإعلام الرياضي بفكر خاو وإثارة مصطنعة وطرح عقيم وصناعة إعلام رخيص يركز على السلبيات ونقاط الضعف والتأجيج وإشعال الفتن والقلاقل والإثارة الرخيصة والدوران في دائرة الجدل العقيم.
عيد مبارك وسعيد..