أجانب الدوري.. التجربة والتقييم
على الرغم من أن زيادة اللاعبين الأجانب كان بمثابة العلاج السريع و”المضاد الحيوي/ ANTI BIOTIC” الفعّال لمعظم إشكاليات الدوري السعودي أسهم بشكل مباشر كبير وإيجابي بتطور المستوى الفني للأندية والدوري بشكل عام، إلا أن أي دواء له أضرار أيضًا.
فالأجانب الذين أعطوا الدوري الإثارة المطلوبة والوهج الفني من خلال تحسين الأداء للفرق المتوسطة ورفع قدرتها على مقارعة الكبار، وزيادة فرص نجاح مشاركة الأندية الكبيرة الخارجية قاريًّا وعالميًّا، كالهلال مثلاً الذي استفاد من أجانبه بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة بتاريخه بعد 19 عامًا من الصبر والتعثر وأشياء أخرى، ورابع العالم أيضًا بمونديال الأندية.
وقد عرف الدوري السعودي الكثير من الأجانب المؤثرين الذين لا يزالون بالذاكرة كالعطر عالقين رغم تقادم السنوات أحمد بهجا سيرجيو ريكاردو طارق التائب كماتشو ريفلينو أوهين كنيدي تيجالي فيكتور سيموس رادوي ويلهامسون وغيرهم.. لا ننكر بأن هناك أجانب فاعلين ومؤثرين مع أنديتهم أحكموا قبضتهم على المراكز الأولى بجدول الهدافين الذي يشغله أكثر من 90 ي المئة أجانب.
اللاعبون الأجانب بالسابق كانوا قلة ولكنهم مؤثرون أكثر، ولأنني ممن يؤمن بالقليل النافع أكثر من الكثير المضر مازلت أطالب بتخفيض أعداد الأجانب حتى لا يأتي ذلك على حساب الكرة السعودية ومشاركة المنتخبات.
لدينا مشاركة أولمبية بالأولمبياد المقبل فكيف سيشارك لاعبون مهمشون ولا يلعبون بدوري بلادهم ويعانون من ضيق بالمشاركة والثقة بأدائهم؟! ماذا ننتظر من هؤلاء؟! اللاعب المهمش بدوري بلاده لاعب فاقد للثقة بنفسه وإمكانياته.. وأقترح أن يكون هناك لجنة معنية بمتابعة تقييم الأجانب تعطي نتائجها ومقترحاتها نهاية كل موسم، فلو قلصنا العدد لـ3/4 منتجين أفضل من 7 بلا فائدة توازي المصروف.. أو إقامة دوري “رديف” ـ للفئة المحلية من اللاعبين الذين لا يجدون فرصًا للمشاركة ـ، متابع وقوي وله عقود رعاية وجماهيرية وهذا من أبسط حقوق لاعبينا ويعود بالمصلحة على الكرة السعودية. نحن لا نريد أندية متفوقة ومنتخبًا متراجعًا ضعيفًا بلا إنتاج.
أقنعكم أو تقنعونني هل الـ7 الأجانب الموجودين مع الأندية حاليًا جميعهم نجوم ومؤثرون ومنتجون؟! فلماذا إذن نبقي عليهم بهذا الكم ونحن أحق بالمصروفات الفترة المقبلة والتي يمر فيها العالم بأكمله بأزمة اقتصادية من تأثير جائحة كورونا؟!