استثمار
المعار
لا شيء يقتل لاعب كرة القدم أكثر من جلوسه على دكة الاحتياط، اللاعب لا يختلف عن السمكة لو خرجت من الماء تموت، وحياة اللاعب داخل المستطيل الأخضر.
ولد اللاعب للشقاء والتعب يركض لا يتوقف في المباراة وليس للجلوس والراحة على دكة البدلاء، هكذا متعته في أن يعرق ويبذل أقصى جهده للانتصار وتذوق متعة الفوز، وأن يكون سببًا في فوز فريقه وليس مجرد خامل لا قيمة له في القائمة الأساسية.
في ظل الظروف الراهنة التي يسيطر فيها اللاعب الأجنبي على التشكيلة الرسمية لجميع الفرق في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، بسبب النظام الراهن الذي يسمح لأي نادٍ بتسجيل سبعة أجانب، أصبحت مشاركة اللاعب المحلي أكثر صعوبة، لذلك خسرت الأندية كثيرًا من المواهب في الفئات السنية عند صعودها للفريق الأول تم تنسيقها لعدم وجود أي حاجة لها أو عدم الصبر عليها.
من هنا يأتي دور الأندية الأكثر وعيًا بعدم خسارة مكتسباتها من خلال خلق فرص للاعبيها صغار السن باللعب مع أندية أخرى بنظام الإعارة حتى يكتسبوا خبرة أكثر تؤهلهم في المستقبل للعودة إلى فريقهم الرئيسي، أو استثمارهم ماليًا من خلال بيع عقودهم بدلًا من تنسيقهم بعد أعوام طويلة من تكاليف الأندية المالية في الصرف على إعداد اللاعبين في الفئات السنية.
لا يبقى إلا أن أقول:
من الأمور التي تجعل كثيرًا من الأندية تستعجل في تنسيق اللاعبين صغار السن التأثر بردود فعل الجماهير التي تتعاطى مع الموضوع عاطفيًا بعيدًا عن أي رؤية فنية، التي تتطلب منح اللاعب فرصة للتأقلم مع الأجواء الجديدة لدوري المحترفين الأكثر قوة وتنافسية وصعوبة لإثبات الذات.
في الرياضة السعودية أكثر من لاعب تم تنسيقه من ناديه الجماهيري بسبب الضغوط، وذهب اللاعب لنادٍ غير جماهيري واكتشف نفسه من جديد وعاد لأندية كبيرة بعقد كبير، وأصبح ناديه الأصلي نادمًا على تنسيقه وعدم منحه فرصة أو إعارته.
ملف اللاعبين الصاعدين من الفئات السنية يحتاج إلى تخطيط استراتيجي ورؤية فنية خبيرة تضمن تحقيق مصلحة النادي بعيدًا عن التأثر بعواطف الجماهير، وخلق موارد مالية جديدة باستثمار اللاعب المعار ماليًا وتطويره فنيًا، من خلال توطيد العلاقات مع أندية تحتاج خدمات هؤلاء اللاعبين من الأندية الصغيرة والصاعدة لدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك..