2020-08-29 | 21:27 مقالات

الأسلحة الصفراء

مشاركة الخبر      

إن فكّرت إدارة نادي النصر ومعها مُدرّب الفريق روي فيتوريا بدخول بطولة آسيا للأندية الأبطال الشهر المقبل في الدوحة، دون الثلاثي حمد الله ونور الدين أمرابط وأحمد موسى، فهي تُقرّر مُسبقاً أن الرحلة ستكون قصيرة والمقام في المنافسة القارّية لن يدوم.
والأمر واضح لكل مُتابع نصراوي في أن الرجل البرتغالي لا يرغب بذهاب المغربي المقاتل والنيجيري المتوهج مع تركيبته الفنيّة في معترك القارة الصفراء، وأنه يُفضّل البرازيليين جوليانو ومايكون بدلاً من الأسلحة الأقوى. وهذا خطأ كبير وتهوّر لا مبرر له من قبل المُمرن المتأنّق. حينما تُحارب عليك أن تختار الأشدّ لا الأحب إلى قلبك.
صحيح أن بطولة آسيا تحتاج فيها الفرق للعنصر المحلّي بسبب أكثريته في التشكيل، وأن العاصمي الأصفر سيدخلها بعد أسابيع ولديه لاعبون سعوديون جدد مثل عبد الفتاح عسيري وعبد المجيد الصليهم وثلاثة آخرون ومعهم خالد الغنّام، إلا أن التنوّع الإضافي لا يعني التخلّص من الركائز الأساسية المانحة القوّة.
ولا يمكن سماع ما يطرحه فيتوريا بأن السجل التهديفي لأمرابط وموسى قليل في مسابقة الدوري، وأن نظراءهم في الأندية الأخرى أعلى منهما، لأنه بقبول ذلك من الأطراف الإدارية، يعني التسليم بإضعاف التركيبة المدهشة للمجموعة الفنّية للفريق الأصفر، وإعطاء البرتغالي كل المساحة لأن يُشكّل العناصر بناءً على ما يريد لا بناءً على ما يجب. والإدارات، في كل أندية العالم، هي من يضغط ويوّفر الاحتياجات، وهي التي تجلس مع الجهاز الفنّي لتسأله في كل مرحلة لا لتنصت له على الدوام.
ومدرب بنفيكا البرتغالي السابق، عليه أن ينسى ماذا ستقول عنه صحافة بلاده، وعليه أن يكون أكثر ثقة وجرأة حينما يقابل الإسباني “تشافي” مدرب السد القطري أو غيره، وعليه أن يعي جيّداً أن التقييم الأوروبي لأدائه مع النصر لا يعيره المشجع الأصفر أي اعتبار، وأن قياسه الحقيقي في حي طويق غرب العاصمة الرياض لا هدير مطابع صحف لشبونة ونقّادها البعيدين.
الدور الأكبر الآن، يقع على عاتق الإدارة النصراوية وعلى عبد الرحمن الحلافي بالأخص، فرؤيته يجب أن تكون أكثر اتساعاً، وتعامله لا بد أن يكون متحرّكاً لا جامداً، فهو يدخل البطولة الآسيوية للمرة الثانية ولديه في هذا الوقت بالذات ما يجعله أقوى بكثير ممّا كان عليه الوضع في المرّة السابقة، وإن استمر صامتاً مستمعاً للبرتغالي، فإنه سيتعثّر من جديد، وحينها لن يحميه “روي” من تزايد غضب الجماهير.