سَعَة!
- “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: ثمرات العلوم. أبو حيّان التّوحيدي. شرح وتعليق وتحقيق: أنور محمد زناتي ومحمد غالب بركات. دار نينوى “دمشق”:
- البليغ:
عقلهُ أبدًا مُسافِر، ولفظه متتبّع!. والناس له أعداء!، لأنهم بين جاهل لا يلحظ ما لحظ، وعالِم يحسده على ما لفَظ!. يلزمهُ مداواة الجاهل بالإعراض، ومُداراة العالِم بالانقباض، لئلا يَنْفَذ فيه من الأوّل سهمه، ولا يُنفث عليه من الثّاني سُمّه!.
- المنطق:
هو اعتبار معاني الكلام في اعتدالها وانحرافها، واختلافها وائتلافها، وإبهامِها وإيضاحها، وإغماضها وإفصاحها، وتمييزها والتباسها، واطّرادها وانعكاسها، واستمرارها واستقرارها!.
- بالمنطق:
تُفصل الحُجّة من الشُّبهة، وتُنفى الشُّبهة عن الحُجّة، وتُعرف حِيلة المُغالِط ونصيحة المُحقق، وهو آلة عند أربابِه، كالميزان يزِنُون به كل مُختلَف فيه، ومُتّفَق عليه. وليس فيه كفر ولا جهل، ولا دين ولا مذهب،..، وإنما هو تصفية المعاني، وتنقية الألفاظ!.
- اللغة والنّحو:
اللغة،..، بابها مردود إلى توسّع السّماع، كما أنّ باب النّحو موقوف على تتبّع الطِّباع. فكلّ من تكامل حظّه من اللغة، وتوفّر نصيبه من النّحْو، كان بالكلام أمهر، وعلى تصريف المعاني أقدر!.
- التّكلّف:
..، مَفْضَحَة، وصاحبه مزحوم!.
- النّقص زيادة:
لا بدّ من نُقصان يعتري الإنسان في كل زمان ومكان، كيلا يستبدّ باستطاعته، ولا يغترّ بكماله، ولا يختال في مشيته، ولا يتهكّم في لفظه، ولا يتحكم على ربّه، ولا يعدو على بني جنسه!.
- الإمام أبي حنيفة النّعمان:
من أشهر أقواله:.. ويحك يا يعقوب!،..، لا تكتب كلّ ما تسمع منّي، فإنّي قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدًا، وأرى الرأي غدًا وأتركه بعد غد!.
- الإمام أحمد بن حنبل:
..، وإنْ كان في المسألة رأيان لصحابيّين، ولم يستطع ترجيح أحدهما عن الآخر، كان له روايتان!. ومن أشهر أقواله، رضي الله عنه: لا تُقلّدني ولا تُقلّد مالكًا ولا الشّافعي ولا الأوزاعي ولا الثّوري، وخُذ من حيث أخذوا!.
- سَعَة:
..، وقد همّ الخليفة هارون الرشيد أن يُعلّق المصحف وموطّأ مالك في جوف الكعبة،..، لولا أنّ مالكًا، رضي الله عنه، منعه من ذلك، وقال له: لا تفعل؛ فإنّ أصحاب النّبيّ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ اختلفوا في الفروع، وتفرّقوا في البلدان، وكلٌّ مصيب، فلا تحجز على الناس أمرًا وسّعه الله عليهم!.
- المعنى والتفسير والتأويل:
يقول ابن فارس:..، أمّا المعنى فهو القصد والمراد،..، وهو مُشتق من الإظهار، يقال: عَنَت القِرْبَة، إذا لم تحفظ الماء بل أظهرته!. وأمّا التفسير في اللغة فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف، وقال ابن الأنباري: قول العرب: فسّرت الدّابّة وفسّرتها، إذا أركضتها محصورةً لينطلق حصرها!،..، فالتفسير كشف المغلق من المُراد بلفظه، وإطلاق للمُحتبس عن الفهم به!. وأمّا التأويل فأصله في اللغة من الأوّل!،..، وأصله من المآل وهو العاقبة أو المصير!.
- ما لا يُمكن:
ليس بإمكاننا أن نُعرّف العلوم تعريفًا لا يشذّ عنه شيء!.
- التنجيم:
علم النجوم الذي يقال له التّنجيم نوعان: علم تسيير، وعلم تأثير!. فأمّا علم التسيير فهو معرفة دلالات النجوم على الجهات والأوقات، وهذه الدلالات لا تختلف من شخص لآخر، فهي سُنن كونيّة،..، وأمّا علم التأثير فهو التّنجيم المُنكَر الذي هو ضرب من السّحر!.